|


تركي السهلي
أقطاب النصر
2019-07-01
وكأن على نادي النصر أن يعيش طوال تاريخه بين أقطاب. وكأن على جماهيره أن تكون مرغمة في أن تكون بين هذا وذاك.. مرّة “يمين”، ومرّة أخرى “يسار”. كأن على كل نصراوي أن يستقطب ويتخندق ليصنع معركة له من وسط ناديه الأصفر العريق. ومع كل وقت يترك النادي العاصمي مساحته الخاصة للجميع.. لكل من أراد أن يركض في ميدانه الواسع سامحاً له بتشكيل شخصيته التي يريد وفردانيته الطاغية على كل مكوّنات الآسر الأصفر.. مُعطياً الضوء لكل خافت في أن يُنير منه ومن وهجه المنبعث دوماً نحو الطامعين في النور. يموت النصر ويعود للحياة وكأنه أسطورة طائر العنقاء العائد من تحت الرماد.
مرت لائحة رؤساء الأندية التي أقرّتها الهيئة العامة للرياضة والشباب ثقيلة جداً على العاملين في نادي النصر، وظهرت لهم ككابوس مُزعج وغير متوقّع وأعادت خلط الأوراق في النادي المُنهي للتو موسماً من أنجح مواسمه على الإطلاق. لم يكن مجلس الإدارة المكلّف في حاجة إلى أن يأخذ أوراقه ويمضي أو أن يجعل موظفيه يخفون مفاتيح الأبواب ويغلقون نوافذه أمام قاصديه من الناس والهواء. لم يكن يتمنى أحد أن تُصبح المصابيح الصفراء بيد حارس المبنى. أتت مرحلة الانتخابات والترشّح للرئاسة في النصر كساعة حقيقة ومواجهة مصير. ومع طول المدى في التعامل مع مرشح جديد لرئاسة النادي ومماطلة الإدارة المكلّفة في تقديم اسم يتولّى ذلك رغبة منها في إجبار الهيئة العامة للرياضة والشباب على العودة إلى التكليف لسنة واحدة، برز الأمير جلوي بن سعود ومرشحه صالح الأطرم لِيُسقط في أيديهم ويُجبرهم على إظهار قائمة الأعضاء الذهبيين، وطلب تمديدًا لفترة ثالثة لتقديم مُرشح لا إلى مزيد من الضغط على الهيئة. أعطت هيئة الرياضة درساً لمن يعمل في النصر مفاده أن الترشيح مُتاح واللائحة تقول أربعة أعوام لا سنة تكليف. نجحت الهيئة في فرض النظام وأعاد الأمير جلوي بن سعود الحياة للبيت النصراوي من جديد. دائماً هناك ساعة للقتال عليك أن تكون مستعداً لها. لقد صدّر العامل في النصر للمتابع في فترة الانتخابات الأولى أن بين النصر والهيئة العامة للرياضة خلافات، وأن الهيئة لا تُعامل النصر بمبدأ المساواة لتهييج الشارع الأصفر ولإجبار الهيئة على القبول بالوضع النصراوي، لكن هيئة الرياضة كانت أذكى وأكثر صلابة. لم يعد أمام الُمسيّر للداخل النصراوي سوى أن ينسجم مع الأندية كافة وأن يكف عن صناعة الأزمات لأقطاب النصر.