|


محمد الغامدي
خطأ الابتعاث دون المواهب
2019-07-03
أكبر معاناة لعدم قدرة لاعبي المنتخبات السنية مجاراة الفرق القارية والدولية يكمن في المعدل الضعيف للمباريات الدورية التي يخوضها طوال الموسم المحلي، الذي لا يتجاوز اثنتين وعشرين مباراة، فرزنامة اتحاد الكرة التي نشرها قبل أيام للفئات السنية تشير بوضوح إلى العلة المستديمة في ضعف تأهيل اللاعب السعودي، وأن الاهتمام بتطوير قدرات لاعبي الأندية لا يزال قاصرًا ويفتقد أبسط معايير رفع الأداء في درجاته الثلاث، فيكفي أن مباريات الدوري الناشئين والشباب لا تتجاوز خمسة أشهر، ويبقى اللاعب خارج الخدمة بقية العام، فيما لا يزال دوري البراعم يعاني من سوء التنظيم وضبط الأعمار السنية.
المنتخبات السنية لا تختلف كثيرًا عن الأندية في ضعف مشاركاتها في البطولات القارية والدولية خلال السنوات الماضية، فمنتخب تحت ستة عشر عامًا المشارك حاليًا في بطولة اتحاد غرب آسيا مدة معسكره لم تتجاوز عشرة أيام، إضافة إلى عدم استغلال الفرص في المشاركات الخارجية في خارج إطار المنافسات المحلية برغم وقتها المناسب لإعداد المنتخبات السنية في أشهر الصيف، كبطولة تولون الدولية بفرنسا.
برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم الذي تم إقراره مؤخرًا برعاية الهيئة العامة للرياضة بهدف رفع مستوى اللاعب الشاب وتأهيله لمستوى يمكن من خلاله الارتقاء بالأداء ليصل للمنتخب الأول، وهو في كامل عنفوانه تمثل خطوة في الطريق الصحيح لأن يتشرب اللاعب خلال المدة المقرر بقاؤه فيها، الجوانب الاحترافية التي يمر اللاعب وبرنامجه اليومي في الملعب وخارجه، رغم أنها تجربة تحتاج للوقت والتقييم في مختلف تفاصيلها، وإن كان المأخذ عليه أن هناك مواهب بارعة لم تأخذ فرصتها في الابتعاث ضمن الجيل الفائز بكأس آسيا تحت 19 عامًا المعني بها البرنامج، ومرد ذلك سريان عقودهم مع أنديتهم، ما أحدث إشكالية في الاختيار الأفضل وهو ما أكده المدير الفني للبرنامج الإسباني في معرض حديثه بالمؤتمر المصاحب للتدشين، أن هناك الكثير من المواهب الصاعدة في كرة القدم السعودية التي تجد بعض الصعوبات في المضي قدمًا إلى التجربة الاحترافية التي توازي موهبتهم العالية.
الخوف كل الخوف أن مخرجات البرنامج لا تلبي الطموح والآمال المعقودة عليه، فمعايير الاختيار لم تظهر واضحة، حيث إن الأسماء التي تم إعلانها لا تمثل صفوة لاعبي جيل الشباب وهي النقطة الجوهرية في إتمام جودة البرنامج، وحتى لا نخرج في النهاية بالعبارة المتداولة أن العملية نجحت والمريض مات.