|


أحمد الحامد⁩
مارادونا لم يلعب وحيدا
2019-07-04
خرجت الأرجنتين من كوبا أمريكا، خسارتها من البرازيل في نصف النهائي أعاد الحديث المتكرر عند كل خروج للأرجنتين من بطولة ما، أن ميسي لاعب يصلح للأندية والمواسم الكروية الطويلة ولا يستطيع قيادة الأرجنتين في البطولات القصيرة مثل كأس العالم وكوبا أمريكا كما فعل مارادونا.
كنت ومازلت أرى مارادونا أفضل لاعب في التاريخ وأسطورة من الصعب تكرارها على الأقل كل مئة عام، جمع المهارة الفائقة وقوة الشخصية والقوة الجسمانية رغم قصر طوله قياساً ببقية اللاعبين، لا أحب المقارنات لأنها عادة غير عادلة لعدم تفهمها للزمان والظروف، مارادونا عندما لعب في نابولي طلب أن يتم التعاقد مع المهاجم البرازيلي كاريكا الذي كان "يخلّص" تمريرات مارادونا في المرمى، وهذا ساهم في نجاح كاريكا ومارادونا في نابولي، وهو ما تحقق لميسي في برشلونة مع أكثر من مهاجم لذلك نجح ميسي مع برشلونة، منتخب الأرجنتين في الثمانينيات بقيادة مارادونا كان به مهاجمون على طراز كاريكا، لاعبون ينهون اللمسة الأخيرة في المرمى وهو ما لم يتوفر لميسي في الأرجنتين وسنأخذ مثالين لذلك، نهائي كأس العالم بين الأرجنتين وألمانيا عام 1986 ونهائي كأس العالم 2014 بينهما أيضاً، الأول بقيادة مارادونا والثاني بقيادة ميسي، عام 86 فازت الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدفين لكن مارادونا لم يسجل هدفاً من الأهداف الثلاثة للأرجنتين، الهدف الأول جاء من كرة ثابتة ارتفعت في الهواء ووضعها خوسيه براون برأسه، مارادونا مرر الكرة قبل الأخيرة للهدف الثاني الذي سجله خورخي فالدانو، ومرر الكرة الأخيرة للهدف الثالث الذي سجله خورخي بورتشاجا، فازت الأرجنتين في النهائي دون أن يسجل مارادونا، في نهائي 2014 أضاع المهاجم هقوايين انفراداً مريحاً مع الحارس وسدد الكرة خارج المرمى وأضاع رودريجو كلاسيو انفراداً سهلاً ثانياً، انتهت المباراة بفوز ألمانيا بهدف وحيد، بعد المباراة قالت أغلبية الناس إن ميسي لا يستطيع قيادة الفريق وإنه ليس بمواصفات مارادونا، قالوا ذلك عن ميسي رغم أن الفرص التي اتيحت لزملائه كانت أفضل من الفرص التي أتيحت لزملاء مارادونا.. وهنا يكمن الفرق بالظروف وهي أن ظروف مارادونا كانت جيدة بوجود مهاجمين أفضل من زملاء ميسي، فقد ميسي لغاية الآن كل البطولات على مستوى المنتخب ليس لأنه لا يمتلك مواصفات مارادونية، بل لأنه يلعب وحيداً.