|


محمد الغامدي
النصر لا يحتاج رئيسا
2019-07-06
مؤسف حال النصر في استمرار وضعه الإداري المتأزم طوال أكثر من شهر، وهو من يحمل إرثًا تاريخيًّا كبيرًا وقامات من الشرفيين الذي بإمكانهم التصدي للأزمات والصدمات والعودة بالنادي إلى جادة الانتصارات والبطولات، لكن الواقع أن تاريخ النصر ومن عقود مضت يقف على رئيس النادي ويستظل بظله ليصنع فريقًا لا يقهر، لكنه مع مغادرته تنكشف الثقوب في البيت النصراوي من الداخل وينكشف أن الأسماء الكبيرة التي نسمع بها من الشرفيين هم بمثابة محبين وداعمين لكنهم في حقيقة الأمر غير قادرين على صناعة القرار أو حتى إدارة الأزمة، عندما تعصف بالنادي رياح الاضطرابات كما هو الحال في الفترة الحالية.
مر على النصر أسابيع وهو يدور في حلقة مفرغة بعد ابتعاد رئيسه سعود السويلم وإدارته، ومع كل يوم تزداد أوضاع النادي صعوبة ويتضاعف قلق محبيه وبقي حال شرفييه مكتوفي الأيدي لم ينطقوا أو يتحركوا وكأني بهم رضوا بالأمر الواقع.
تواجد خمسة مرشحين للنادي لا يعني إطلاقًا انتهاء الأزمة أو أن تكوين إدارة جديدة يعني إغلاق الملف، فالنصر كناد كبير وجماهيري يحمل في أجندته الكثير من الملفات العالقة التي تتطلب وفرة مالية لتجاوز العثرات وجميع المرشحين لم يكشفوا قدرتهم المالية أو داعميهم أو برامجهم التي تمكنهم من تجاوز مطبات المواسم الأربعة القادمة للرئيس المرشح.
القضية المفصلية في النصر لا تكمن في رئيس قادم يتولى إدارته فهناك آلاف المحبين والعشاق من يملك الأفكار الخلابة ويمكنه القيام بإدارة النادي، إلا أن المعضلة الأساسية تكمن في متطلبات مالية كبيرة تخرج بين الحين والآخر على الرئيس القادم تتطلب منه الالتزام بها، ناهيك عن العقود الآنية والقادمة المقدرة بعشرات الملايين، ما يصعب المهمة على المرشحين الخمسة ما لم يلتزموا بأرقام كبيرة تضمن لهم الاستمرارية والسير بالنادي كفريق بطل وليس فريقًا هامشيًا يصرف من أفكاره أو مداخيله أو من بيع عقود لاعبيه، أو ينتظر المبالغ المخصصة له من الهيئة العامة للرياضة.
الواقع الماثل أمامنا أن النصر قبل أن يبحث عن رئيس للنادي فإن عليه الإجماع على مرجعية وكبير تحتمي به الإدارة ويتصدى لمثل هذه التوترات ويكون سندًا وعونًا لأي إدارة قادمة وصمام أمان بالدعم والرأي والمشورة، أما غير ذلك فستبقى كل إدارة تعمل بمفردها دون مرجعية تضبط الأمور وترسم الاستراتيجية لمستقبل النادي عند العثرات.