|


سامي القرشي
هذه بطولاتنا واشربوا ماء البحر
2019-07-06
الجدل هو ما تقتات عليه رياضتنا وبرامجنا منذ عقود وهو الأمر المنطقي الذي يحمل من الأسباب ما يجعله مرضًا غير قابل للعلاج، والتاريخ سبب مباشر والأرشيف الضائع سبب تلاطم أمواج.
الحقيقة هي أن كل رياضتنا ومنذ البدايات ليس لها أرشيف دقيق بالإمكان الرجوع إليه، وحينما أنفي وجود هذا الأرشيف فأنا أعني ذلك لما ناله من إسقاط وتغيير بل حذف وصولا لتزوير.
عندما يفتح الحديث حول الأرقام الحقيقية التي سجلها التاريخ تجد من الإعلام وحتى الأندية من يصاب بالتشنج اعتراضًا على "المساس" واسألوا الضالع وزير التاريخ الرياضي "غزالي يماني" لماذا يهرب "جساس".
هذا السلوك العدائي حينما يتم فتح النقاش حول التاريخ وأرقامه ليس سلوكًا عامًّا، بل يختص بفئة من الجماهير والإعلام والأندية فمن مزق أوراق التاريخ قسرًا لن يحضر حصة الحديث عمدًا.
تشويه الأرشيف الرياضي لم يقف عند حدود رقم، بل تجاوز إلى أحداث وتجيير بطولات وتلاعب بتاريخ تأسيس ونسب الأندية إلى غير مؤسسيها وإلصاق اختيار الأسماء لراحلين إلى السماء،
بل إن عملية تشويه الأرشيف الرياضي طال كل الأولويات وتلاعب بالنتائج وأخفى الأرقام، وبعد كل هذا نجد من يرفض فكرة إصلاح ما أفسده المتعصبون وتثبيت ما أحدثه المتلاعبون.
الأمثلة كثيرة فالعمادة محل جدل وأدلة وحداوية يقابلها هروب اتحادي وبطولات الدوري الأهلاوية النصراوية محل رفض هلالي غير مبرر على لسان غوغائيين مع شهادة مؤرخين "محايدين"،
بل أحتفظ لنفسي بحق التفاخر وشرف أولوية تصحيح عمادة الوحدة وبطولات الدوري للأهلي والحديث عن "2009" كأول بطولة دوري للإتحاد وتجريد الهلال من الزعامة وبشهادة إعلامه.
من حق الأندية أن تسجل تاريخها "بنفسها" طالما أنه لا يوجد أرشيف دقيق وموثوق وليس من حق أحد الاعتراض، فليس المنطق أن أثق في منافس ليكتب تاريخ منافس وفي ظلام "دامس".
وأما التاريخ فلا يختزل "انتقاء" في حقبة دون أخرى، فليس ذنب الأهلي أنه حينما كان يلاعب البرازيل ويركب لاعبوه الطائرات كان لاعبو غيره يلعبون حفاة ويركبون خط البلدة مواصلات.
بطولات الأهلي ما أقرها أهله.. "ولتشربوا من ماء البحر" عبارة هي من بضاعتكم واليوم ترد إليكم، وأما تسابق العقارب على العبث بالزمن فقد أوقفه الساعاتي ذات لقاء في غفلة منه وشجن.