|


بدر السعيد
بين عقل وعاطفة
2019-07-06
إذا كان الحديث عن تعاطي المجتمع وطريقة ردة فعل أصحابه مع الأحداث والمناسبات والتقلبات في المشهد، فإن الأحداث الرياضية لا تختلف عن باقي الأحداث السياسية والاجتماعية ونحوها، حيث يحظر الاختلاف في الرأي والتوجهات والمآرب.. والصراع القائم بين لغتي العقل والعاطفة..
لن أبتعد معكم بالذاكرة إلى أحداث بعيدة أنتقيها لتبدو أسهل في إيضاح ذلك الخلاف الكبير بين العقل والعاطفة، بل سنذهب معاً سريعاً إلى أحداث حصلت خلال أيام الأسبوع الماضي.. وسنجد أنفسنا أمام آراء متفاوتة في الشكل والمضمون والاتجاه..
ظهر على السطح موضوع "عموري" من جديد فانقسم الهلاليون بين مطالبات ببقائه وأخرى لرحيله.. استند أصحاب الآراء إلى كل ما لديهم لإثبات صحة مطالبهم.. وبين أنغام "أنا راجع أشوفك" والتحذير من رباط رابع تاه القرار.. وعلى الرغم من اختلاف التوجهات إلا أن كل فئة كانت تربط رأيها بمصلحة الفريق..
ثم جاء خروج الأرجنتين على يد البرازيل وفي أرض السامبا هذه المرة ليتكرر مشهد عجز "ميسي" عن تحقيق لقب دولي لبلاد التانجو.. يتكرر فشل ميسي فيتكرر الصراع من جديد بين باحث عن تبريرات نلجمه الأسطوري الكبير.. وبين كاره لميسي ينتظر سقوط منتخبه ليعيد أسطوانة العجز الدولي لميسي.. لا خطأ يذكر في وجود الصنفين.. ولا دافع لدي لإلغاء أي صوت منها.. لكن المزعج هو ما يقدمه كل طرف من طرح عاطفي بعيد عن العقل فيظلم ميسي تارة.. ويرفعه إلى أكثر مما يستحق تارة أخرى..
حدث ثالث.. خروج أسود الأطلسي من المنتخب المتواضع "بنين" ومغادرته بطولة الأمم الإفريقية التي جاء باحثاً عن لقبها.. فحضر الاختلاف والخلاف بين مجموعة ذهبت لتفند الخروج فنياً من واقع مسيرة ذلك المنتخب وجاهزيته وأسلوب لعبه أمام الخصم.. وبين أخرى تركت كل ذلك واستحضرت الخلاف القائم بين "عبدالرزاق حمد الله" ومنتخب بلاده..
الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية بل مطلوبة.. لكن المزعج هو أن تتغلب لغة العاطفة على لغة العقل والمنطق فيضيع القرار في بحر لا ساحل له.. إذ العاطفي بطبعه لن يملك عند الفشل والخسارة إلا اللجوء إلى عبارات الشجب والاستنكار والامتعاض والبحث عن عدو "وهمي" ليلقي تبعات الفشل عليه.. وهذا ما يخشاه صاحب القرار في كل مرة يستمع فيها إلى العاطفة ويلغي لغة العقل والمنطق والبرهان..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..