|


تركي السهلي
ثبات المنهج
2019-07-08
فعلت الهيئة العامة للرياضة والشباب الصحيح، وأعادت نادي النصر إلى منهج العمل الحكومي، وخلّصت الأصفر العريق من شبكة التحكّم والسيطرة، ووضعت كل عامل في مكانه الطبيعي، وفرضت النظام “حتى وإن كان ناقصًا”، وسلّمت العاصمي القديم لجماهيره ولمحبيه للإنتاج والانسجام مع مشروع تمكين الأندية مالياً وإدارياً، وأسقطت كل أصوات المصلحة المُضلِّلة، وأعلت من شأن الحقيقة، ولم تلتفت لمحاولات تصدير الضديّة والاستعداء، وثبتت على موقفها رغم كل الأذى الذي طالها.
ولا يمكن بعد بيان اللجنة العامة للانتخابات الصادر أمس الأول أن يتحرك أفراد النصر العاملون في اتجاه التملّص مرة أخرى، وهم الذين حاولوا على مدى الأيام الماضية ليّ ذراع الجميع من أجل قبول فكرة التكليف والبقاء في الإدارة بمعزلٍ عن المساءلة المالية والقانونية المشروطة على كل رئيس مجلس إدارة. ولا مجال الآن أمام المنتسبين سوى أن يرضخوا لخطوة الجهاز الحكومي وترك المصلحة الخاصة الدافعة لهم طوال الوقت والابتعاد عن الطريق كي تدور عجلة العمل المُنتظر. لا مزيد من الخداع مرّة أخرى بعد أن أعطت هيئة الرياضة الفرصة تلو الفرصة في أن يُصبح ضمن مسار لائحة الأندية والانتخاب، ولا أمل لمن كان ينوي تسيير الأمر وفق رغبته في أن يعاود كرّة الاختباء والصراخ في الوجوه. لم يعد أحد في مقدوره أن يسوق اللوم على قيادة الهيئة الإدارية والقانونية في التمسك بمنهجها طالما عجز العامل في النصر عن تقديم نفسه أو مرشحه للفوز بمقعد الرئاسة. ولا أحد يستطيع أن يعتب على الإدارة الحكومية، وهي التي استجابت للأعضاء الذهبيين في فتح باب الترشح وتمديد فترة الانتخاب. كما أنها ليست مسؤولة عن مراوغة القائمة وضبابية موقفها في كل الإجراءات والامتناع عن تقديم من يمثّلها. سارت الأمور في أصفر غرب الرياض على عكس ما يريده بعضهم، لكنها بكل تأكيد منحت الجميع مناخاً هائلاً لفهم المرحلة الماضية وكيف كانت تتشكل فئة الضغط، كما أنها ساهمت في تنوير كل من لديه عدم وضوح في الرؤية. لم يكن إداري النصر بحاجة لكل هذا وكان بإمكانه أن يكون واضحاً منذ أن أعلن سعود السويلم الرحيل، وأن ينحني للجمهور أولاً قبل ترجيح العقل لكنّها منطلقات المنفعة الشخصية وما تفعله بالنفس البشرية وما تؤدي بمن تتملّكه إلى مطاردة الرغبات والبقاء في خانة الجامد دوماً. تحين اليوم ساعة النصر الموعودة ويأمل محبوه أن يعترف كل ممسك به بضعفه الواضح أمام المنهج الثابت.