|


سامي القرشي
ترى أزعجتونا
2019-07-13
التاريخ لا يكذب ولا يتجمل أبدًا، مقولة تحمل في طياتها من الصحة الشيء الكثير، فما دون لا يمكن أن يزال من الأوراق وإن حدث فمن المستحيل أن يمحى من ذاكرة المعاصرين.
التاريخ غير قابل لأن يكون مرتعًا “للمجاملات” لتقديم أندية على أخرى فهو كالنقش على الحجر.
لولا أن من يتعاطى مع رياضتنا إعلاميًّا ورسميًّا يرون فيه الكتابة على الرمل، ما نراه من تهميش في التعاطي سواء الرسمي أو الإعلامي للقيمة الحقيقية لأنديتنا إنما هو محاولة لطمس الهوية الرياضية، فرياضتنا لم تكن يومًا محصورة على النصر والهلال.
وهنا نتحدث عن تاريخ لا يمكن أن نتجاوز فيه قيمة النصر والهلال كركنين مهمين في المسيرة الرياضية للوطن، الأمر الذي لا يبرر طمس القيمة التأسيسية للأهلي والاتحاد مثلاً.
تقديم الهلال والنصر منفردين كمنتج وقيمة أعلى للرياضة سلوك يختزل قيمة الرياضة السعودية في دائرة ضيقة هي أوسع بكثير عطفًا على قيمة أندية أخرى لها حق الأسبقية.
نحترم النصر والهلال ولكن أين الأهلي والاتحاد والشباب من الوطن. نعشق ماجد ونطرب ليوسف ولكن أين مسعد ونور وأنور وسعيد من احتكار الإعلام وغاية رضا المؤسسة.
الأهلاويون والاتحاديون وخصوصًا على المستوى الإعلامي شركاء في هذا التهميش لنادييهما بقبول فكرة من الأساطير ومن هم أصاحب “الأولويات” في سباق احتكار نصراوي هلالي.
رضا الهلال والنصر أصبح غاية لمسيري رياضتنا حظوة هؤلاء وتمكن أولئك ومراعاة مشاعر هذا والحذر من غضب هذا ومن أجل هذا تقام البرامج وتشرع القوانين وتلعب البطولات.
ليس مطلوبًا من عملاقي جدة الوصول بالتعصب لدرجة إتلاف الجو الرياضي العام والفجور المبالغ في الخصومة لإثبات أنهما واجهتان لرياضة وطن ويستحقان التسويق كقطبي الرياض.
القنوات ومقدموها ينتمون لهما وسياسات البرامج وضيوفها نصيب أسد لهما، القرار وموظفو مكاتبه لهما وخطابات وتعديلات المؤسسة لهما بل القادم من ترتيبات رسمية وإعلامية لهما.
يصرحون نريد تعددًا في التنافس لنرتقي برياضتنا وحينما يبدأ الموسم ينحازون لناديين ويفرضون على الآخرين الفرجة على إعلام “غثيث” كل همه شغالتنا “أشيك” من شغالتكم.
من قال خذوها واصنعوا كأسًا للآخرين ليتنافسوا عليها ما كان ليظن أني سأقول الآن خذوا الرياضة وقنوات التلفزيون وبرامجها لأنديتكم ودعو لبقية الأندية الإذاعة ولو حتى لساعة.