|


طلال الحمود
الرجوب مجددا
2019-07-20
مع إعلان قرعة تصفيات كأس العالم 2022 ووقوع السعودية إلى جانب فلسطين، ظهر جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني مجدداً، ليعلن تمسك منتخب بلاده باللعب على أرضه، ورفض الانتقال لخوض المباراة على أرض محايدة كما حدث سابقاً.
ويعلم الجميع أن من حق الاتحادات الوطنية البحث عن مصالح منتخباتها، غير أن الرجوب استبق ردة فعل السعودية وبدأ في تقييم الموقف والتكهن بالقرار الذي سيتخذه الاتحاد السعودي، قبل أن يلقي محاضرة عن التغيرات التي طرأت في الشرق الأوسط وتأثيرها على قرار الرياض!.
يدرك الرجوب ومعاونوه أن قرار اللعب في فلسطين لن يمر به، وسبق له أن اختبر الأمر بنفسه، لكن رغبته في تصدر المشهد قادته إلى استئناف تصريحاته التي أثارت استياء الفلسطينيين قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، خاصة أن هناك من يرى في الأمر نوعًا من التطبيع يناقض استراتيجية أكثر البلدان العربية ومن ضمنها السعودية.
ويدرك الرجوب أيضاً أن هذه المباراة تمثل مادة دسمة لإعلام الغوغاء المتناقض، إذ ستبادر صحف وقنوات "حسب الله" إلى مهاجمة القرار السعودي مهما كان نوعه، وسيصبح رفض اللعب في فلسطين تكريساً للموقف الإسرائيلي بعزل أراضي السلطة عن العالم، بينما سيتحول السفر إلى رام الله للعب المباراة بمثابة تطبيع مع الدولة العبرية، وسيتواصل "الردح" الإعلامي في كل الأحوال، وحتى الذين لا يعرفون الفرق بين كرة القدم والبطيخ المصري سيحشرون أنوفهم في هذه القضية بحثاً عن الإساءة للسعودية.
ومع أن ملايين الشبان العرب من مستخدمي التقنية الحديثة ومحركات البحث على الإنترنت، باتوا يدركون أن سبب إطالة أمد "القضية فلسطين" يعود إلى اتخاذها وسيلة للتربح والمساومة، إلا أن هناك من يراهن دائماً على تخلف الشارع العربي وجهله، لترويج الأكاذيب والمعلومات المفبركة كما كان يحدث في السبعينيات والثمانينيات لابتزاز طرف أو تهديد طرف ثان!.
تبقى الرياضة وسيلة للتقارب بين الأمم والشعوب، ومقياسًا مهمًّا لتقدم الدول وتطورها، ومن العبث إقحام مباراة كرة قدم في عملية السلام ومفاوضات الحل النهائي، خاصة أن السعودية بذلت "رسمياً وشعبياً" خلال 100 عام كل ما يمكن بذله لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، وتحملت أعباء هذه القضية دون النظر إلى حملات التشكيك ومحاولات الوقيعة بين القيادات والشعبين، وهي حقيقة يجب على الرجوب ومن يؤيده إدراكها وعدم المساومة عليها.