يبدو أن كل ما سيحدث بعد أربعين وخمسين عاماً وبعد أن يصبح أطفال اليوم في الخمسينيات من أعمارهم، أنهم سيقولون ما نقوله نحن الآن لأبنائنا، سيصبحون هم جيل "الطيبين"، وسيقولون لأبنائهم أنتم محرومون مما كنا به ونحن أطفال.
لقد كنا نجلس لساعات فقط ونحن نلعب أمام الشاشة في مكان واحد على جهاز كبير، أما أنتم فتلعبون في كل مكان تستطيعون الوصول إليه دون وجود أجهزة في أيديكم، أما ألعابنا فكانت قوية تنشط الذهن وتحرك أصابع اليدين، أما تعليمنا فقد كان تعليماً بما تعنيه الكلمة، كنا نذهب إلى المدرسة لعدة ساعات خمسة أيام في الأسبوع، ويعلمنا المعلمون تعليمًا مباشرًا، أما أنتم فتعليمكم عبر هذه الأجهزة التي ترسل عليها المواد حتى لو كنتم في بلد آخر.. أما أنا وأنتم أعزائي القراء فستكون وسائلنا العصرية ومنها هواتفنا "الذكية" من التراث، وسيترحم علينا أبناؤنا وأحفادنا وهم في حسرة على ما عشناه من تأخر تقني وعلمي، وعلى ضياع أوقات طويلة من أعمارنا ونحن نقود مركبات بطيئة ونتجمع في مكان واحد يسمى المطار، وقبل ساعتين من صعود طائرة تسير كالسلحفاة، سيتحسرون ألماً متعاطفين معنا على كل الضغوطات التي كان يوضع بها من يريد الزواج من تكاليف باهظة يستدين العريس لها، ما سيكلفه سنوات من أقساط بنكية تكلفةً لحفل ليلة واحدة وسفرة شهر عسل قد لا تكون سعيدة، هذا ما سيحدث إذا ما قارنا الأمر بالأجيال التي سبقتنا، كان عليك أن تقطع عشرات أو مئات الكيلو مترات حتى تزور صديقاً ثم لا تجده فتترك له رسالة على الباب تخبره بها أنك أتيت فلم تجده أو قد لا تكتبها، ثم تعود إلى بيتك وقد أضعت كل هذا الوقت وهذا الجهد لمجرد أن معظم البيوت في ذلك الوقت لم يكن بها جهاز هاتف تتصل به على من تريد زيارته، كان الذي يعود من سفر يجتمع حوله الناس ليحكي لهم عن عجائب القاهرة التي أصبحنا نذهب إليها اليوم في الـ"ويك إند"، كان من يمتلك جهاز "فيديو" في بدايات ظهور الفيديو ينظر إليه على أنه امتلك أقصى وسائل الترفيه النظري، وأنه خرج من إطار الملل خروجاً نهائياً، الجميل في هذه الحياة أن كل جيل ينظر إلى التقدم الذي وصل إليه الإنسان يصب في خدمته، وأنه عاش في وضع أفضل مما كانت عليه الأجيال السابقة، نحن محظوظون لما وصلنا إليه والأجيال القادمة ستكون أكثر حظاً إن شاء الله.
لقد كنا نجلس لساعات فقط ونحن نلعب أمام الشاشة في مكان واحد على جهاز كبير، أما أنتم فتلعبون في كل مكان تستطيعون الوصول إليه دون وجود أجهزة في أيديكم، أما ألعابنا فكانت قوية تنشط الذهن وتحرك أصابع اليدين، أما تعليمنا فقد كان تعليماً بما تعنيه الكلمة، كنا نذهب إلى المدرسة لعدة ساعات خمسة أيام في الأسبوع، ويعلمنا المعلمون تعليمًا مباشرًا، أما أنتم فتعليمكم عبر هذه الأجهزة التي ترسل عليها المواد حتى لو كنتم في بلد آخر.. أما أنا وأنتم أعزائي القراء فستكون وسائلنا العصرية ومنها هواتفنا "الذكية" من التراث، وسيترحم علينا أبناؤنا وأحفادنا وهم في حسرة على ما عشناه من تأخر تقني وعلمي، وعلى ضياع أوقات طويلة من أعمارنا ونحن نقود مركبات بطيئة ونتجمع في مكان واحد يسمى المطار، وقبل ساعتين من صعود طائرة تسير كالسلحفاة، سيتحسرون ألماً متعاطفين معنا على كل الضغوطات التي كان يوضع بها من يريد الزواج من تكاليف باهظة يستدين العريس لها، ما سيكلفه سنوات من أقساط بنكية تكلفةً لحفل ليلة واحدة وسفرة شهر عسل قد لا تكون سعيدة، هذا ما سيحدث إذا ما قارنا الأمر بالأجيال التي سبقتنا، كان عليك أن تقطع عشرات أو مئات الكيلو مترات حتى تزور صديقاً ثم لا تجده فتترك له رسالة على الباب تخبره بها أنك أتيت فلم تجده أو قد لا تكتبها، ثم تعود إلى بيتك وقد أضعت كل هذا الوقت وهذا الجهد لمجرد أن معظم البيوت في ذلك الوقت لم يكن بها جهاز هاتف تتصل به على من تريد زيارته، كان الذي يعود من سفر يجتمع حوله الناس ليحكي لهم عن عجائب القاهرة التي أصبحنا نذهب إليها اليوم في الـ"ويك إند"، كان من يمتلك جهاز "فيديو" في بدايات ظهور الفيديو ينظر إليه على أنه امتلك أقصى وسائل الترفيه النظري، وأنه خرج من إطار الملل خروجاً نهائياً، الجميل في هذه الحياة أن كل جيل ينظر إلى التقدم الذي وصل إليه الإنسان يصب في خدمته، وأنه عاش في وضع أفضل مما كانت عليه الأجيال السابقة، نحن محظوظون لما وصلنا إليه والأجيال القادمة ستكون أكثر حظاً إن شاء الله.