|


محمد فراج
فلتحذر.. خيبة الانتظار!!
2019-07-22
ـ يا صديقي.. لي أمنية ربما يكون السبيل إليها لديك!!
ـ وما تلك يا ترى.. تدلل؟!
ـ أريد أن أكون شاعرًا مبدعًا!!
ـ آآه... فقط هذا؟!
ـ نعم هذا فحسب.. لكن كيف؟!
ـ حسنًا..،،، اِهدأ وسأقول لك!!
“الشاعر” في نظري شخصٌ غير عادي، ولا بد أن يكون كذلك.. وإلا لما كان شاعرًا.. يتوجب على الشاعر أن يتجاوز حدود الرؤية المعتادة.. لا بد له من رؤى تؤهله إلى النفاذ لما وراء الفوضى البشرية.. وأبعاد لا تصلح إلا له.. وأجنحة تقوده إلى حيثُ لا يُرَى.. إلى محاورة العوالم الظاهرة والخفية، والصلح بين المتضاد والمتنافر، إلى ائتلافٍ مرئيٍّ له... خفيٍّ على غيره..
وحتى ينجح في إيصال تجاربه ومغامراته.. لا بد أن يتمكّن من تطويع لغته وقواميسه، لتحتضن رؤاه الفريدة في أبنيتها.. السامية عن السائد في هويتها؛!! نعم... هو أحوج ما يكون إلى إحساس فطري.. وتفردٍ فنيّ وأدبي.. لا بد أن يكون ذا أفق يطير به إلى ما بعد التَّوقعات.. بارعًا في التّلقي والاستنتاج، قادرًا على مواجهة ما هو خارج عن النص وما دون المألوف؛ يقيس الأحداث على أساسٍ يبزغ من عالمهِ هو...
الشاعر.. موهبة وعطايا إلهية.. سجية ملهمة.. وروح شاعرة ساحرة.. يتنفس الكلمات عبر خَطِّها ومخطوطاتها.. يعيش خاطرها وخواطرها..
هو إلهام وإلمام.. أحلام وآلام... شعور ومشاعر...
ـ لكنْ.. لك عندي اقتراح أمثل..!!
أترغب أن تكون ناقدًا رياضيًّا؟
أمر.. أسهل بكثير... فما رأيك؟
ـ كيف يكون سهلًا أمر كهذا.. بل هو غاية التعقيد يا صديقي!!
ـ تعقييييد...؟!! من أين لك هذه الكلمة البعيدة تمامًا... فلتهدأ قليلًا لتعي كيف تكون ناقدًا رياضيًّا عصريًّا حاذقًا... وضع (عصريًّا) بين هلالين... فالوضع اختلف جذريًّا عن السابق..
فقديمًا كان الناقد الرياضي لديه معايير وقواعد.. مبادئ وأطر.. يستحيل أن يحيد عنها.. دراسات وشهادات واعتمادات.. لا بد أن يجتازها.. يحويها ويحتويها.. قديمًا كان لا بد أن يكون خبيرًا كرويًّا مخضرمًا... متجرد الميول معتدل الطبع... قديمًا يشترط أن يكون له باع طويل في شؤون الرياضة عالميًّا وعربيًّا ومحليًّا.. نظريًّا وتطبيقيًّا.. لديه دراية تامة لامَّة بكل خفايا المستطيل الأخضر وخباياه.. قديمًا كان متحدثًا بارعًا مفوهًا.. يعلم مقاصد أقواله ومعاني عباراته... يجيد الحوار والتفاهم.. مبدعًا في الاستماع والتلقي.. منصتًا واعيًا يستوعب.. متروّيًا حاذقًا يُثْرِي... لا يهرف بما لا يعرف..
أما الآن.. (هل أنت قلق؟!.. لا تقلق)..
دع عنك كل هذا مجتمعًا.. تصبح ناقدًا رياضيًّا من أبرع ما يكون..!!
فلتسرْ وتتقدمْ... ولتحذرْ خيبةَ الانتظار..!