|


تركي السهلي
طريق الحرير
2019-07-29
أيام وتدخل الأندية السعودية معترك دور الـ 16 من بطولة آسيا للأندية الأبطال وأمام الفرق الأربعة المتأهلة من الدوري السعودي فرصة كبيرة لوصول واحد منها للمباراة النهائية، وكسر الغياب الطويل عن الظفر بالكأس وتحقيق لقب قاري له قيمة مختلفة عن أي بطولة محليّة.
لكن ذلك يتطلّب عملاً مضاعفاً وطريقة مغايرة من حيث التجهيز الإداري والاستعداد الفني. والمشوار الآسيوي طويل طول القارة وترامي مساحتها والسالك طرقها عليه أن يقطع المسافات كما لو كان في طريق الحرير.
مضت المشاركات الآسيوية للأندية السعودية في السنوات العشر الأخيرة كما لو أنها مبارزة مع تنين، لا الاستعداد يكفي للمواجهة ولا الحاضرون في حلبة المواجهة يشدون من الأزر، فكان المقاتل قويًّا أحيانًا لكنه ليس جسوراً بما يكفي، فحضرت الخيبات في معظم المواجهات.
أمام النصر والأهلي والهلال والاتحاد منعطف بالغ الحساسية، فالمباريات الصعبة تسبق دوران منافسات دوري المحترفين والمشجعين لن يقبلوا بإخفاق كبير ومؤلم مع بداية الموسم، والفريق الذي سيتعثّر في البداية سيكون نهوضه على نحو سريع شديد التعقيد ويحتاج إلى جهد مضاعف كي يتجاوز خيبة البداية بكل ما فيها من تبعات.
لقد كانت تجربة نادي الهلال في بطولة آسيا للأندية هي الأوضح من بين الأندية الأخرى على صعيد تكرار الفشل ومعاودة الدخول كل مرة بذات المعطيات، فكان الإخفاق مدوّياً ولم يستطع المسيّر الأزرق أن يخرج من كل سقوط إلاّ بعلاج محلي مؤقت، فكانت آسيا على الدوام باباً للتعويض من خلال دوري أو كأس تُنسي الجمهور ألم الهزيمة ومرارة الغياب القارّي. وفي كل سنوات الحسرة الهلالية لم يتمكن الأزرق من التعامل مع آسيا كما يجب وظل الخوف ملازماً له ولجماهيره، فلم تستقم خطواته ولم يجد له منهجاً يعبر به بسلامة داخلية عل الأقل. أما صورة الاتحاد في بطولة القارة الصفراء فكان على الدوام كما طائر شاخ ولم يترك التغني بريشه القديم وظلّت البطولة الصفراء تلاحق الاتحادي المحبوس في “نمور آسيا” كما يلاحق الصغار درويش الحارة العتيقة وما انفك كل اتحادي من الترديد وراء الترديد دون أن يجد لنفسه مرحلة خلاص ومرحلة جديدة بروح مختلفة ووجوه لا تحمل سحنات العهد البائد.
إن الإزعاج المتكرر من الجانب الهلالي وكذا الاتحادي مع كل مشهد آسيوي يجعلنا نهمس في أذنيهما ونقول لهما لم يعد هناك مرحلة “تجمّع “ولا” المحمدين البنجلاديشي”.