|


عبدالرحمن الجماز
الهلال.. خيبة أمل في الداعم والمدعوم
2019-08-01
كان بعضهم و"أنا واحد منهم"، يعتقد أن الموسم التدميري الذي حل بالهلال في الموسم الماضي قد ولى بلا رجعة.
وكان الكثير أيضاً يتصور أن أخطاء إدارة الأمير محمد بن فيصل "الكارثية" لن تعود مع أي إدارة جديدة، وأنها أصبحت من الماضي وجزءًا لا يتجزأ من ذكريات الهلاليين في الموسم "الاستثنائي" الذي لا ينسى بأحداثه المثيرة، وما شهده من تخبيصات من داخل النادي وخارجه، توالت بعد إعفاء الرئيس المكلف سامي الجابر وتكليف إدارة جديدة "هي الأسوأ" في تاريخ الهلال، وما تلاها من قرارات غريبة أصدرها اتحاد القدم ولجانه "المرتعشة" آنذاك.
كان الاعتقاد أن تلك التخبيصات لن تظهر من جديد، وأن الهلاليين أنفسهم لن يسمحوا بإعادة نفس الصور المشوهة التي شهدت "تدميراً" للهلال، وأعني به الفريق الأول لكرة القدم وحولته من فريق متصدر بفارق كبير من النقاط إلى حمل وديع يخسر من التعاون في مواجهتين متتاليتين كسابقة تاريخية في حق الزعيم.
جميع ذلك التفاؤل ذهب أدراج الرياح مع الإدارة الجديدة التي يرأسها فهد بن نافل ومرشح الأمير الوليد بن طلال، وهي الإدارة التي ظلت عاجزة عن تسيير الأمور التعاقدية وإبرام الصفقات الأجنبية مع اللاعبين الأجانب كما يجب.
ففي الوقت الذي ظهر فيه الهلال غنياً حد الترف في شركاته التجارية على قمصان الفريق الأول لكرة القدم، كان الوضع مختلفًا جدًّا وظهر "كفقير" على مستوى التعاقدات، ولم يظفر إلا بصفقة وحيدة مع مدافع كوري يخشى أن يكون على شاكلة صفقات أي كلام كما هو حال ديجينيك وسريانو. باعتبار أن مسألة التجديد مع البيروفي كاريلو كان نتيجة جهود ثلاث إدارات متعاقبة أسفرت أخيراً عن التعاقد معه وبمبالغ كبيرة لا أظنه كان يحلم بها.
عدا ذلك كان الفشل عنواناً للإدارة الهلالية الجديدة في كل مفاوضاتها ولنا في قصة اللاعب الإماراتي عمر عبد الرحمن الدليل الأكبر في عجز إداري واضح وفاضح، وكيف تم الخلط بين الصفقات التجارية والرياضية وما صاحبها من "المهلات" الأخيرة التي أطلقتها الإدارة وكانت مدعاة للضحك والتندر من قبل الجماهير الهلالية الساخطة بكل تأكيد على عمل كهذا.
ثمة أمر آخر، وهو أن غالبية الجماهير الهلالية كانت واثقة ومتفائلة بوجود شخص مدعوم بشكل مباشر من الوليد بن طلال، ولكنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة وبكل صراحة في "الداعم والمدعوم"، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يسمعوها، حتى إن أغضبت من أغضبت.
وعلى خلاف كل الأندية ظل الهلال بإدارته الحالية ضعيفاً لحد الهزل في تجهيز الفريق الأول لكرة القدم للمعترك الأهم بطولة آسيا، وراح يجرب نفسه مع فرق شركات يهزمها بالعشرات، متناسياً أنه على بعد مسافة قصيرة جداً من مواجهة الأهلي في البطولة الأهم للهلاليين من أي بطولة أخرى.