|


تركي السهلي
النصر دليلي
2019-08-03
ثمّة أمر يجعلُك تحب النصر دون سواه. لا أحد يُشبه الأصفر.. اللون المُتفرّد لا يُغيّبه مزج. الدُنيا لا تأخذك لما تُريد إلاّ حينما تكون أنت على استعدادٍ لذلك. هكذا هو اللون الفاقع الممزوج بضديه.. يُعطيك من كل ما ترغب ويقذفُ بك إلى حيث لا تشتهي. الله كم كنت أمنّي النفس دائماً بقصة لا مخلوق يرويها سواي. حان الوقت.
ذات يوم.. بينما كنتُ في اليفاع رفقة شقيقي الأحب إلى قلبي سعود.. العنوان الأول للحزن والروح الأبديّة التي لا تفارقني.. خرجت رفقته وكأن الحياة ملك يدي.. كنت صاحب العُمر الذي يُجلّله البياض ولا خوف يسكنه من سوادٍ آت. بعد فرح عارم مع فوز.. هبط اليقين من السماء ومات سعود. كانت ليلة فاز فيها النصر على الهلال بفهد الهريفي منتصف التسعينيات الميلادية لحظة إقصاء الأزرق بهدف ثابت كان على مقربة من عبد الله الدعيّع. غاب حبيبٌ ليلة انتصار حبيب ثانِ.. يا للوجد.
استمر بعدها فارس نجد بُكل من مرّوا خفافاً وثقالاً عليه.. وبقيت أنا وذكراي التي لا تبديد لها. ما أصعب طريق الضياع على من يُريد اهتداء. في كُل الأحوال كان النصر دليلي. لاحقاً مع قصص الحياة المتعاقبة.. كان سعود والنصر هما الدنيا التي لا دمعة تنسدل على خديّ منهما ببرود.. هُما كلمحةٍ تطير.. وزن خفيف جداً من حيث المطُهر وعذاب ممتد لا يتوقف من ناحية الألم غير الظاهر.. يسقط شيء ولا ينبت. يُنتزع منك أمر ثم لا يعود. كم أكره بكاء الصمت المُعمِّر. الله كم هذا النادي المخلوط بدنياي.. بتفاصيلي التي تعنيني أنا ولا تعني غيري.. خفيف في الذهن الشارد.. ثقيل في ساعة المواجهة تماماً كالرسائل الواضحة في القراءة المستمرة.. أحرفها بسيطة لكنها لا تُكتب بسهولة. المتشابهات المتناقضات هي سيرة العملاق العاصمي. كل النغمات تختفي عند لحن الموت إلاّ نبرة الشجن. هو يُشبهني تماماً هذا النصر ولا أريدً لأحدِ أن يُماثلني غيره.. لا أرغب في أن أُدفن في تربةٍ لا حياة له فيها.. لا مصير معلومًا ولا لذّة عندي في النوم الأبدي.. لا صور مُتشكّلة في مخيّلتي.. ولا خيال غير نبتة الزعفران المُحيطة برحلة النهاية.. أو عبّاد الشمس.. لا برزخ خلف الإغفاءة الطويلة إلاّ بجوار شقيقي والنصر. الحديث معهما لي.. أسترجع كل شيء بهما ليتم أخذي إلى مساحات لا ضيق فيها ولا كدر.. أكتب عنهما مرة ويكتباني دوماً.. هما دليلي.