|


تركي السهلي
استلام وتسليم
2019-08-05
أخيرًا أعلن رئيس مجلس إدارة نادي النصر قراره بتكليف عبد الرحمن الحلافي بمهمة الإشراف العام على كرة القدم لحين الانتهاء من كافة أعمال الاستلام والتسليم النظامية من الإدارة السابقة. ومجلس الإدارة الذي أعلن التكليف هو ذاته أتى بعد مخاض طويل وتأخير غير مفهوم من أطراف كانت تودّ أخذ النادي إلى منطقة مليئة بالغموض، لكن الهيئة العامة للرياضة والشباب كانت جادة وصارمة في تنفيذ مشروع لائحة الانتخابات.
والتركة في النصر كبيرة بدءاً من التجهيز والاستعداد الفني للفريق الأول، بما فيها الطائرات الخاصة وتوفيرها من الشركات المطالبة بحقوقها عن الموسم الماضي، وانتهاء بمكافآت اللاعبين وتحسين عقود بعضهم والوعود المعطاة لهم وكيفية تنفيذها، والتي تشكل عبئًا ضخمًا على كاهل الإدارة الحالية.
استلم الدكتور صفوان السويكت ومجلس إدارته، النادي العاصمي الكبير بأدب جمّ جعله لا يواجه الملفات الساخنة ولا يفتح الأدراج المغلقة ويصمت عن طرح الأسئلة المشروعة الخاصة بإجراءات العمل، ومنعه من وضع الجميع في صورة المسؤولية الكبيرة التي لن يُعفيه منها أحد لا المؤسسة الرياضية ولا حتى الجماهير الصفراء. إن الصمت الطويل الذي تنتهجه الإدارة الجديدة في النصر لن ينفعها ولن يستمر أكثر في ظل تراكم ملفات سيأتي عليها وقت وتنكشف للعموم، ولا مجال أمام تغطية الأمور وجعلها في وجه الإدارة وحدها طالما أن المسؤولية القانونية تقع بالتساوي بينها وبين الإدارة السابقة، بينما اللوم كل اللوم سيكون على المجلس الجديد في حال تعميته لكل ما سبق في النادي الجماهيري الكبير.
لقد وقفت الهيئة الرياضية بكل قوة مع المنهج الجديد ودفعت بكل السبل النظامية لإيجاد إدارة نصراوية تتحمل بناء المشروع وثباته، وتركت الإدارة الجديدة تستلم الدفة دونما إغفال لكل الغموض السابق مع الوعد بالدعم الفني والقانوني متى ما قرر مجلس صفوان الملاحقة وإطلاع الرأي العام الأصفر على كل المسائل غير الواضحة. إن التأخير في أعمال التسليم النظامية في نادي النصر غير مقبول على الإطلاق، ولا يمكن أخذه على أنه مجرد شكليات إدارية، فهناك طرف في الإدارة السابقة عطّل كل جريان العمل الحالي كثيراً وكبّل أي محاولات للسير وأخذ معه مفاتيح الأبواب المؤدية بالإدارة الجديدة إلى منطقة الراحة المالية والإدارية، ولا بد من عودته ووضع كل الإجراءات على الطاولة وأمام الجميع. إن النصر بوصفه فريقًا بطلاً لن يرضى أحد أن يتجه نحو الفشل وإن بقيت إدارة صفوان على صمتها فستصرخ الملفات في وجهها قريبًا.