|


أحمد الحامد⁩
فن الشوارع
2019-08-10
الكتابة على السيارات أسلوب قديم حاول به أصحاب السيارات التعبير إما لإسعاد المارة بكتابة طرفة أو لقول ما يختلجهم من مشاعر في بعض شؤون حياتهم، يشترك العرب في بعض المواضيع ويختلفون قليلاً لخصوصية كل مجتمع، لاحظت تشابه كتابة السائقين عن المواضيع النسائية وشكواهم من ندرة وجود الأصدقاء المخلصين.
اليوم أنقل لكم بعض ما كتب على بعض السيارات في عالمنا العربي. في مصر كتب سائق سيارة شحن صغيرة محذراً القراء وزملاءه السائقين: "اثنين ملهمش أمان.. الفرامل والنسوان".. في العراق كتب صاحب تاكسي صغير: "وراء كل رجل مديون امرأة".. سائق تاكسي عراقي آخر نقل الحالة السياسية التي أثرت على واقع الحياة: "اللهم أشبع ساسة العراق".. يرمز في ذلك إلى مظاهر الثراء على بعض سياسيي البلد مع وجود نسبة فقر مرتفعة. سائق سيارة سوري كتب على زجاج سيارته: "عشقت السفر من ظلم البشر".. سائق مصري كتب: "إن لقيت غراب أبيض تلاقي صاحب يتصاحب". الحسد من الأمور التي يخشى منها ملّاك السيارات: عبارة عين الحسود فيها عود عبارة مشتركة، بعضهم يكتفي بكتابة ما شاء الله حتى تبطل أثر الحاسد، في السودان كتب سائق: "انظر بعينك وارحم بقلبك"، وآخر كتب: "عضة أسد ولا نظرة حسد". سائق سوري طلب من السائقين عدم إزعاجه: "لا تزمر ورايه.. شايفك بالمرايه"، سائق مصري كتب عن عدم وجود من يستمع ويحمل عنه بعض همومه: "شكيت همومي للبحر.. طلعلي السمك يلطم". سائق "توك توك" كتب معبراً عن صغر سيارته وضعفها: "نفسي أقطع الكوبري". بعض العبارات تعبر عن نفسية وطريقة تفكير السائق وحتى أنانيته، سائق اسمه أبو شهد كتب على سيارته: "أبو شهد هو الأساس والباقي شنط وأكياس". صاحب شاحنة كبيرة أسماها صاحبها برمش العيش كتب: "احترام الكبير واجب". أرجو من رمش العين أن تحترم وترأف بالصغير.
في السعودية ودول الخليج الكتابة على السيارات حالة موجودة لكنها أقل، صاحب سيارة كامري كتب: كامري مزيون ولا رنج مديون.. سائق آخر اشتكى من أصدقائه: "شط البحر مالح والناس كلها مصالح"، في طفولتي اشتريت دراجة هوائية، أردت أن أكتب عليها شيئاً مميزاً، لم أجد العبارة المقنعة، حتى قال لي أحد أصدقاء الطفولة العبارة التي كتبتها وأنا سعيد بها: إذا رأيتني فابتعد ميلاً، كنت سعيد بها حتى قرأها أخي الأكبر الذي كان يهوى ممارسة التهكم على الآخرين، حتى لو كان في ذلك كسر لقلوبهم، عندما قرأ العبارة قال لي بتهكم: وليش تبينا نبتعد ميلا.. فيك جرب؟!