أمضت إدارة النصر شهرًا منذ اعتمادها رسميًّا وهي مدة قصيرة جدًّا لكشف إستراتيجية عملها للسنوات المقبلة وخارطة الطريق التي تنتهجها وفلسفتها في العمل، قياسًا مع حزمة الملفات التي تنتظرها والمدة التي تقضيها في إدارة النادي، لكنها في الوقت نفسه مطالبة بتسريع ساعات العمل لحسم العديد من الموضوعات الشائكة، سواء في تسجيل اللاعبين للقائمة الآسيوية، أو للموسم الجديد، وهي تبدو للجمهور على رأس الأولويات في عمل الإدارة الجديدة.
في الأيام الماضية راجت أخبار عن نية النصر في إحداث غربلة تبدأ من القاعدة ومنها إبعاد المدرب البرتغالي هيلدر عن الإشراف على الفئات السنية، وهو الذي حضر الموسم الماضي مع الإدارة السابقة بهدف إعادة هيكلة العمل الفني والإداري في القطاع السني، وإعادة النظر في الفئات السنية في ظل الاستياء من العمل الذي قدمه مقارنة مع عقده الكبير الذي يصل راتبه الشهري قرابة 40 ألف يورو..
التقرير الذي تسرب أن هيلدر لم يستفد إطلاقًا من الإمكانيات المتاحة له في اكتشاف عناصر جديدة سواء اللاعبين المستجدين أو خارج النادي، حيث لم يرصد التقرير تسجيل لاعبين جدد لتلك الفئات وأن الطواقم الفنية معه لم تكن بالكفاءة الفنية، وأن عمله الميداني كان قاصراً إلى جانب تأخره في انطلاقة استعدادات الفرق السنية للموسم الجديد، وأنه في ظل تزعم النصر البطولات السنية خلال السنوات العشر الماضية، إلا أن مخرجات تلك الفئة لا توازي العمل الكبير والاهتمام الإداري والضخ المالي الكبير الذي نالته، حيث تظهر مواهب يتنبأ بمستقبلها لكنها سرعان ما تختفي مع صعودها للفريق الأول، فكان لا بد من إعادة إستراتيجية العمل كخطوة أولى.
هناك من يرى الاعتماد على الفئات السنية أو الاهتمام بها خاصة الأندية الكبيرة كالنصر لا يجدي نفعًا في ظل قدرتها على جلب لاعبين من الأندية الأخرى، ومع احترامي لهذا الرأي إلا أنه يظل رأيًا جانبه الصواب وإلا كانت الأندية العالمية استغنت عن أكاديمياتها وتفرغت لجلب لاعبين من أندية أخرى، فالنصر كغيره قادر على تنويع مصادر لاعبيه وهناك لاعبون في الفريق نتاج مخرجات الفئات السنية كفراس البريكان والغوينم والفرشان والغشيان والشملان والدوسري وغيرهم، لكن النظرة الجديدة للإدارة تبدو أنها بحاجة لمدير فني بصلاحية مغايرة بمعنى أنه قادر على صناعة لاعبين واكتشاف آخرين للفريق الأول، سواء من داخل النادي أو خارجه، وهي نظرة فنية ثاقبة تعطي الصلاحية لأهل الاختصاص فقط.