|


تركي السهلي
الاستثنائي الجديد
2019-08-19
دشّن الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل الرئيس العام للهيئة العامة للرياضة والشباب البارحة الأولى الدوري السعودي للمحترفين 2019 ـ 2020 بنسخته الثانية، تحت مسمّى كأس دوري محمد بن سلمان.
وهو التدشين الذي حمل مؤشرات عمّا ستكون عليه المسابقة الأكثر متابعة من مختلف شرائح المجتمع السعودي، وبطريقة تقديم مبهرة مزجت بين الثقافة والفنون والرياضة، وأعطت الأرقام الواردة على لسان الأمير عبد العزيز لوحة واضحة الألوان لما سيصبح عليه الإطار الخاص بالمارثون الكروي الطويل.
إن بطولات الدوري في كل بلدان العام تأخذ الحيّز الأكبر من الاهتمام الرياضي والاقتصادي الخاص بكرة القدم، وتبيّن إلى أي مدى يمكن للدول المنظّمة له أن تجعل منه كرنفالاً جميلاً وحالة من الترقّب لا تنتهي في وقت مبكّر.
لقد بدأ الكلام منذ اللحظة الأولى لإعلان رئيس هيئة الرياضة عن استمرار تسمية المنافسة بدوري الأمير محمد بن سلمان، إذ اعتبر النصراويون أن النسخة الماضية هي الاستثنائية، ويجب أن تبقى كذلك، متناسين – بكل أسف – أن الأصفر العاصمي العتيد ظفر بالقطفة الأولى من الحقل وسيشارك في التنافس على ثمار المحصول الثانية وربما يفوز بها من جديد. النصر أول دائمًا وكل من بعده ثان. أن الدور الكبير الذي بذلته المؤسسة الرياضية في التناغم مع مجلس الاقتصاد والتنمية عبر إظهار إستراتيجية الدعم للعلن وإقرار التنظيمات واللوائح وتجهيز 10 ملاعب مع ربط 284 بوابة بالبطاقات الممغنطة، يعطي دلالة أكيد على أن المنهج الحكومي في دعم الرياضة ككل ورياضة كرة القدم على وجه الخصوص يسير في الاتجاه الصحيح، ويعطينا اطمئناناً على أن النتائج ستحمل البشرى بالإنجاز. لقد ساهم الطريق الجديد في خروج الدوري السعودي من رتابته وتكرار صوره وتفاقم أخطائه ومنحه فضاءً واسعاً للأفكار والرؤى والطروحات الرامية إلى ركض لا يتوقف وعمل دؤوب نظيف ومكانة رفيعة لا نزول بعدها. ما أجمل العقل حينما يعرف الصواب. إن النسخة الاستثنائية المرتقبة تُطرح للجميع ولا مجال للمناكفة البسيطة حولها، لأنها ستتجاوز الواقف الراغب في التغنّي بماضيه وستعتبر المرحلة المقبلة بمثابة دورة جديدة لدمٍ اختار الجريان الأسرع.
لم يعد أمام الممتنع فرصة لأن يكون خارج الصف ولا مكان لمن يرى في أن أحقيته تعني الغلق على كل ما تمكن منه. لا أحد يفضّل الجمود وميزة كرة القدم أنها في حالٍ دائم من اللعب والتواجد داخل الملاعب وخارجها ما بين تجهيز فني واستعداد إداري، يأخذ بيد كل استثنائي جديد.