|


إبراهيم بكري
المنتخب دون حارس
2019-08-21
يحمل على ظهره الرقم واحد.. أهو الأول في قبض المال؟.
إنه الأول في دفع الثمن.. فحارس المرمى هو المذنب دائمًا.. وهو الذي يدفع الثمن حتى لو لم يكن مذنبًا.. فعندما يقترف أي لاعب خطأً، يستوجب ركلة جزاء، يتحمَّل هو العقوبة:
يتركونه وحيدًا أمام جلَّاده، في اتساع المرمى الخاوي.. وعندما يتعرض الفريق لسوء الحظ، يكون عليه دفع الثمن تحت وابل الكرات، ليكفِّر عن ذنوب الآخرين.
خطأ واحد فقط يدمِّر حارس المرمى، مباراة كاملة، أو يخسر بطولةً، وعندئذ ينسى الجمهور فجأة كل مآثره، ويحكم عليه بالتعاسة الأبدية.. وتلاحقه اللعنة حتى نهاية حياته.
هذه المقدمة كتبها إدواردو جاليانو في كتابه “كرة القدم بين الشمس والظل”، هذا الكاتب العظيم يشخِّص ماذا يعني “حارس المرمى” في كرة القدم. “إنه اللاعب الوحيد الذي ينتظر إعدامه رميًا بالرصاص بين العوارض الثلاث، والمكان الذي يطأه لا ينبت فيه العشب أبدًا”.
قبل موسمين، قرَّر الاتحاد السعودي لكرة القدم السماح للأندية السعودية بالتعاقد مع حراس مرمى أجانب في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ إقرار نظام الاحتراف.
تستطيع أن تقيس انقسام الجماهير الرياضية في مواقع التواصل الاجتماعي، مع هذا القرار، أو ضده. الطرف المؤيد يرى أن هذا القرار لمصلحة الأندية السعودية المشاركة في البطولات القارية، ويشجع الحارس السعودي على الاجتهاد في منافسة الأجنبي، وتطوير مستواه، أما الطرف الآخر، فيرتكز في مخالفة هذا القرار على أنه سيضر المنتخب السعودي بسبب استعانة الأندية بحراس أجانب على حساب الحارس المحلي.

لا يبقى إلا أن أقول:
للحكم على هذا القرار سلبًا أو إيجابًا، يجب أن يقيِّم الاتحاد السعودي لكرة القدم قرار السماح للأندية السعودية بالاستعانة بالحارس الأجنبي، لأن الوضع في بداية الموسم الرياضي الجديد يبدو مقلقًا بعد ظهور محمد العويس، الحارس الأول للمنتخب السعودي، بمستوى فني مهزوز لا يؤهله لحماية عرين المنتخب.. يبدو أننا سنعيش أزمة حارس المرمى في المنتخب كما عشنا في الفترة الأخيرة أزمة المهاجم.
قبل أن ينام طفل الـــ”هندول” يسأل:
هل قرار الحارس الأجنبي لمصلحة المنتخب السعودي، أم أنه قرار سلبي يضر رياضتنا؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك..