|


بدر السعيد
قفي احتراما يا آسيا
2019-08-24
ها هي رياح المنافسات في القارة تسير بما تشتهي سفن الإمتاع.. وتتوقف لتلقي مراسيها عند سواحل الإثارة وموانئ التشويق.. هذه المرة ستقف تلك السفن عند الساحل الأعذب لتغني "دستور.. يا الساحل الغربي.. فليت في بحرك شراعي".. ستقف أمام لافتة كبيرة تحمل العنوان الأبرز "هنا الكلاسيكو"..!
في مساء الثلاثاء المقبل ستكون القارة على موعد مع المتعة وشيء من العبق الكروي السعودي الفاخر والممتد منذ أعوام.. والكثير من صولات الميدان وجولاته.. في ذلك المساء ستقف القارة مترقبة.. لن يقتصر الترقب على أنصار الفريقين.. ولن يتوقف الاهتمام على المتابع المحلي فحسب.. فالموعد هذه المرة يخص الجميع.. وسيعرض بقصد إشباع أبصار وعقول الجميع.
في ذلك المساء سيعاد بث الكلاسيكو السعودي ليعرض مجددًا على أنظار العالم فوق منصة القارة.. القارة التي تحتفظ للهلال والاتحاد بالكثير من الاحترام والثقة.. القارة التي طالما وقفت لتصفق أمام إنجازات الهلال والاتحاد.. آسيا التي توجت الفريقين ونجومهما بما لذ وطاب من ذهب وجوائز.. آسيا التي سعدت بوصول قطبي غربها إلى هذا الدور لتضمن الحصول على لقاءين من الوزن الثقيل والثقيل جدًا.. ذهابًا في جدة العروس.. ثم إيابًا في الرياض العاصمة.
وإذا كانت القارات تفاخر بأنديتها وممثليها كتعبير ضمني عن ذاتها ومكنونها.. فإني لا أعتقد أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيجد أفضل من لقاء الكلاسيكو السعودي ليكون تعبيرًا مجازيًا عن هويته.
أحبتي عشاق الزعيم والعميد.. كونوا في الموعد.. لن أوصيكم بالحماس والدعم فوتيرتكم التصاعدية في ذلك الاتجاه باتت مثالًا يحتذى به.. كونوا على قدر مستوى الحدث فالأنظار لن تتجه إلى المستطيل الأخضر فحسب.. لأن حدثًا كهذا ستكون فيه العدسات أقوى من دقة المجهر الإلكتروني.. ولا نريد من هذا المجهر إلا أن يلتقط كل جميل.
أحبتي منسوبي وجماهير وإعلام الفريقين.. كلاسيكو كهذا سيكون مقصدًا للمحبين والكارهين.. فامنحوا وطنكم ومحبيكم تلك الصورة الجميلة التي انتظروها لتعبر عن معادنكم وأخلاقكم.. واقطعوا الطريق على المتربصين الباحثين عن الاصطياد في المياه العكره!
آسيا.. افرحي.. ثم قفي احترامًا للأيقونتين.. واستعدي يا كبرى القارات لليلة صاخبة سيكون فرسانها زعيم وعميد.. وغني في تلك الليلة الآسيوية "يا موج هون على قلبي.. داعيه من شطكم داعي".
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.