|


فهد الروقي
وطنية الكرة
2019-08-27
سنوات والوسط الرياضي يسيء للوطنية حين استحضارها في مماحكات تنافسية، فتوضع كرداء فضفاض نلبسه من نشاء ونخلعه عمن نشاء، حتى وإن كان المرتدي والمنزوع عنه الرداء يقومان بالأفعال نفسها، لكنها ليست في الاتجاه والميول ذاتها.
وعادة ترتفع هذه الوتيرة عند مشاركات الأندية المحلية في البطولات الخارجية، ثم تتلاشى تدريجيًّا لحين مشاركات أخرى، ويبقى السؤال "هل لكرة القدم علاقة بالوطنية"، على اعتبار أن غالب مشاعر الجماهير كارهة لتحقيق الفريق المنافس لفريقها بطولة سواء خارجية أو داخلية، وهي مشاعر صادقة لا يمكن كبتها أو إنكارها.
وفي ظني أن تمني فشل الفرق المنافسة خارجيًّا ليس له علاقة بالوطنية لا من بعيد ولا قريب، بل إن الرياضة بشكل عام ليس لها ارتباط بالمعنى الحقيقي للوطنية، ونحن نشاهد مدربين كبار يشرفون على منتخبات بلدان أخرى، ويسعون أحيانًا إلى الفوز على منتخباتهم، ثم في وجود لاعبين محترفين من دول عدة يشاركون مع أندية أخرى ويقابلون أندية من بلدانهم في مشاركات خارجية، ويسعون إلى الفوز عليها وحرمانها من البطولات، فهل هذا العمل يتنافى مع الوطنية.
بخصوص الإعلام والجماهير وما بينهما فليس له علاقة بطبيعة العمل الكروي، بل مماحكات تجنح أحيانًا لمناطق خطرة، وأعتقد أن الحالة المزاجية لهما سبب في الانجراف الخطير.
علمًا بأنني أعتبر مجاهرة بعض الإعلاميين بتمنياتهم وفرحتهم بخسارة فريق في مشاركة خارجية سواء بأطروحاتهم أو أفعالهم "سفاهة" ليس لها مبرر، وتعطي انطباعًا سلبيًّا عند مرتكبها حتى من جماهير فريقه، وأعني بذلك العقلاء منهم وليس من يعانون من التعصب المقيت.
إن كرة القدم "لعبة" وضعت في الأساس للترويح، وهي لا تدخل ضمن أساسيات الحياة وفصولها المصيرية، حتى وإن كانت عند بعضهم كذلك، ومن المعيب أن تربط بالوطنية تحت أي ذريعة، وليس من المقبول من الجميع ممن يختلفون في الميول ويتفقون في الأفعال والممارسات ذاتها أن يقوموا بدور الموجه والناصح، فخير للشخص أن يبدأ بنفسه فيربيها على مكارم الأخلاق ويبتعد عن "الزنّ" في كل حدث بلا طائل.

الهاء الرابعة
‏لا صار أعز الناس يلوي ذراعك
‏لا عاد ترجي من ورى عشرته خير
‏ارفع على متن السفينة شراعك
‏وارحل على متن البحر والمقادير