|


محمد الغامدي
نصر 2020
2019-08-28
أحسنت الإدارة النصراوية صنعًا بوقف التعاقدات المحلية في ظل مزايدات الأندية في لاعبيها إلى أرقام لا توازي أداء وقدرات اللاعبين القادمين الذين يخطط النصر لتواجدهم كلاعبين بدلاء في ظل صعوبة إحلال لاعب قادم إلى التشكيلة الأساسية وتوجيه بوصلة الاهتمام والتركيز على نجوم الفريق وخريجي أكاديمية النادي مع تواجد مدرب بارع قادر على توظيفهم في سياق نهج تدريبي سلس ومنحهم الفرصة لشق طريقهم نحو النجومية.
هذا القرار لا يعني الابتعاد الكلي عن التعاقدات المحلية بقدر ما هو استقراء لواقع السوق المحلي في ظل ندرة الكفاءة الفنية والعرض والطلب ومدى الحاجة خلال الفترة الراهنة والوصول لقرار أنه بالإمكان صناعة لاعبين قادمين للكرة السعودية من داخل أسوار النادي خاصة أن النصر زاخر باللاعبين الصاعدين نتيجة علو كعبه في البطولات السنية خلال السنوات الأخيرة فليس من المعقول قدوم لاعب إعارة لمدة عام بمقابل 15 مليونًا وثلاثة لاعبين من النصر وليس من المنطق التعاقد مع لاعب بأكثر من 35 مليونًا ما زال الرهان عليه صعبًا في المشاركة أو البروز والتألق.
الخطوة النصراوية بدأت ملامحها في ظهور أسماء واعدة يمكن أن تضع لها موطئ قدم على خارطة الكرة السعودية إذا واصلت العطاء بنفس الجدية والتطور بعد أن لاحت لها الفرصة فشاهدنا عبدالرحمن الدوسري وعبدالله الخيبري وفراس البريكان وعبدالله مادو وفرج الغشيان ونواف الفرشان وخالد الغوينم وفهد الجميعة وهؤلاء ردوا بالملعب من حاول التقليل من العنصر المحلي في النصر ولعل أقرب دليل مباراة السد وقبلها الزوراء عندما زج فيتوريا بتلك العناصر وكانت في مستوى الثقة وهنا يأتي دور الجمهور النصراوي في تعزيز تلك الثقة واستمرارها كونها السلاح الذي يستمد منه اللاعب الشاب قوته وتوهجه، فالدعم المعنوي داخل الملعب وخارجه أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي له تأثيره الإيجابي في دفع اللاعب نحو مزيد من التطور والتفاني.
كثير من لاعبي الفئات السنية في الأندية تتوقف مستوياتهم عند صعودهم إلى الفريق الأول إما لوصولهم لمستوى لا يمكن خلاله التطور أو أن قدراتهم الفنية لم تجد مدربًا يعرف إمكاناته ويعزز ثقته بنفسه أو جمهور يرفع من معنوياته وفي النصر وجد النصر ضالته في مدرب يؤمن بإعطاء الفرصة للاعب الشاب ويعيد توظيف قدراته بالشكل الإيجابي وبقي دور الجمهور ليقف مع اللاعب في الخسارة قبل الفوز وفي إضاعة الفرصة قبل التسجيل ليقف اللاعب على قدميه ويكون عنصرًا فاعلًا في منظومة الفريق لينطلق نصرًا جديدًا مع حلول العام الجديد.