|


بدر السعيد
لاعبي.. ومن بعده الطوفان..
2019-09-01
عدم اتفاق الجماهير على لاعب معين يعد ظاهرة صحية، ولكل شخص نظرته التي يجب أن تحترم، فمعاييرك تختلف عن معاييري ونحن الاثنين نختلف عن آخرين لهم ذوقهم ومعاييرهم ونظرتهم المختلفة عنا.. فلو كان الجميع متشابهين لبارت سلع اللاعبين كافة، وأصبح الجميع يعشقون نجمًا واحدًا لا غيره.. إلا أن المزعج في الأمر هو أن يتصاعد ذلك "الاختلاف" في الرأي والأذواق فيتحول إلى "خلاف" بين الجماهير..
واليوم تطور ذلك العشق فأصبحنا نشاهد الكثير من المحبين، وقد جندوا أنفسهم في وجه كل من يختلف معهم في الرأي تجاه لاعبهم المفضل.. محبون تحولوا إلى كارهين لغيرهم لمجرد ذلك الاختلاف.. وتطورت لديهم تلك العاطفة حتى تحولت إلى حدة وقسوة وفجور في الخصومة في حالات كثيرة..!
جماهير اللاعبين باتوا أحد الأضرار الوشيكة التي تحيط بالفرق المليئة بالنجوم.. ومشكلة تعاني منها إدارات الأندية بل والوسط الرياضي بوجه عام، حيث لم يقف الوضع عند معاداة من يخالفهم الميول فحسب بل إن محبتهم للاعبيهم دفعتهم لمعاداة لاعبين آخرين ومدربين، بل وصل بهم الحال إلى معاداة إدارات النادي.. معاداة عامة وشاملة لكل من لا يمتدح نجمهم أو يقلل منه ولسان حالهم يقول: "لاعبي.. ومن بعده الطوفان".!!
حقيقة لا أدري.. هل يعلم أولئك الهائمون في حب نجومهم بأنهم باتوا سببًا مباشرًا لحالات مزعجة تمثلت في "تعالي" و"فوقية" نجومهم تجاه من ينتقدهم أو يقدم رأيه تجاههم..!
عزيزي يا عاشق هذا النجم أو ذلك.. من أبسط حقوقك أن تعجي بلاعبك المفضل وتكتب بحقه ما تشاء وتصفه بما تشاء ليل نهار.. لكن هذا كله لا يمنحك الحق في الإساءة والتطاول أو حتى تسطيح آراء من لا يشتركون معك في ذوقك.. الأمر بسيط جدًّا فذلك الذي يعجبك لا يعجبهم.. فهل ستعادي كل من يختلف معك في الذوق والمعيار.. أما إذا كنت لا تقبل أن تسمع النقد تجاه لاعبك المفضل فأنت تطلب المستحيل، إذ لا يمكن أن تعمم ذوقك على عقليات الناس..!
قدم رأيك تجاه نجمك بثقة ولا تكترث لمن لا يتفق معك.. وثق في نهاية الأمر أن التاريخ والأرقام والإنجازات ستنصف نجمك المفضل إذا كان يستحق ذلك.. فشمس الإنجازات لا تحجمها جميع غرابيل التشكيك والانتقاص ..!
أخيرًا.. ارتقوا حين تختلفون.. وتذكروا أن الواثقين لا يزعجهم النقد..!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..