|




تركي السهلي
حركة الهواء
2019-09-01
ليس صحيحًا أن الصمت باب للنجاة دائمًا. أحيانًا عليك أن تتكلّم إذا كان كسر كل القيود المُكبّلة لك حتميًا. تمامًا كالخطوات، فهناك فرق بين كونك تسير وبين كونك تمشي.. بين المصير والنزهة. الحساب الدقيق مفتاح كل شيء والعقل هو المحرّك لكل الاتجاهات.
لا تفقد بوصلتك كي لا تتوه. لا ترتبك من كونك لم تحدد الهدف بعد طالما أن عينيك تريان مالا يراه غيرك. لا تتثاقل وأنت من يجيد دفع الأقدام وسط الطريق. لا تضع يديك في حال تشابك وأنت تفكر.. لا تحتار وتضعهما خلف ظهرك.. أطلقهما لحركة الهواء ودعهما تتناغمان مع كل ما يدور حولك.. ولا تُشتتك الأصوات.
في نادي النصر تيارات متعددة، تنطلق وتنتهي من المدرج، وهي مزيج معقّد من النخب ومجموعة الشارع العادية. وربما كان هذا واحدًا من أسباب عظمة الأصفر العاصمي العريق في أنه مخلوط بأكثر من أسلوب ونتاجه تمازج عجيب. وعلى كل من يتعامل مع هذا الصارم الثابت أن يتخلّص من نمطه ويتطبّع بطباعه. لا شيء يقسو على النصر مثل الميزان إذ عليه أن يتخلّى عن كتلته المُشكّلة له من أجل ترجيح الكفّة. ما أخف الهواء في محيط النصر وما أثقله على كل من يريد إزاحته. العالمي هو المركز في الدائرة وهو النقطة التي ينطلق منها الجميع إلى حالة من الكسب الوقتي أو الدائم.
الألوان المارّة على الأصفر كثيرة ويتخذ إزاءها مجلس إدارة نادي النصر السكوت دونما تعبير وسط وضع يتطلب الحديث والمواجهة تمامًا كما فعل الأمير منصور بن مشعل مع الأهلي. بالمناسبة، تحية تقدير وإجلال لشجاعة الأمير النابعة من تركيبته الشخصية لا مكانته الاجتماعية. إن القوة الممنوحة للأندية من قبل الهيئة العامة للرياضة تحتاج إلى من يتلقّاها وفق حجمها الحقيقي والتعامل معها كمصدر للتحرك الواضح لا التردد والوقوف الطويل. لا أحد سيضرب الإدارة الصفراء على يدها إن هي بدأت في الانطلاق نحو طرح الأسئلة وطلب الإجابة الشافية. لكن الجميع سيلومها إن لم تأخذ الملفات وتسلمها للسلطة الرياضية. لم يعد الوقت في مصلحة رجال النصر، وليس أمامها إلاّ أن تذهب صوب مبنى الجهاز الحكومي وتضع الأوراق على الطاولة. الحقيبة مليئة بالاستفسارات على ما أظن. إن انتظار ملاءمة الهواء لحركة الاتجاه دافع للبطء ولا يحقق المطلوب بالنهوض السريع، صحيح أن ذلك سيحدث اهتزازًا بسيطًا حين الوقوف لكن السقوط سيكون في الجلوس.