|


فهد عافت
عودة للأمسيات الشعريّة!
2019-09-03
ـ إنْ سارت الأمور مثلما هو مخطط لها بإذن الله، فستكون هذه المقالة بين يديك عزيزي القارئ، في الوقت الذي أكون فيه بين يديّ أبو ظبي، تحضيرًا واستعدادًا للعودة إلى الأمسيات الشعريّة، بعد انقطاع دام أكثر من عشرين عامًا!.
ـ لا يزال الوقت مبكّرًا، موعد الأمسية بإذن الله يوم الإثنين 23 سبتمبر 2019، في يوم العز الوطني السعودي، وهو والحمد لله يوم ميلاد ابنتي نوف أيضًا!.
ـ لا يحتاج الشعر إلى مناسبة، أنا الذي أحتاجها، وما أكرمها من مناسبة. كما لا يحتاج الشعر إلى مكان، أنا الذي أحتاج إلى مكان، وما أطيبه من مكان. وأيضًا لا يحتاج الشعر إلى دعوة، لكن الشاعر يحتاجها، وما أحبّها وما أغلاها دعوة أخي وصديقي سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدّة الأستاذ تركي الدخيل لي لإقامة أمسية. بقي من الأمر تحديد أكثر للمكان والوقت: فندق ريتز كارلتون في أبو ظبي. الساعة التاسعة والنصف مساءً بإذن الله.
ـ كنتُ قد توقّفتُ عن الأمسيات لأسباب عديدة، بعض ما أتذكّره لا أريد ذكره!. لكن من بين هذه الأسباب أنني كنتُ قد توصّلت إلى قناعة بضرورة أن يُترك الشعر لقارئه بعيدًا عن الشاعر!. بعد كل هذه السنين أعترف: كان رأيًا مجافيًا للصّواب!.
ـ صوت الشاعر جزء من قصيدته! أو على الأقل فإنه لا مانع من أنْ يكون كذلك في حياة الشاعر. وعلى القصيدة أن تُكمل طريقها بعد رحيله على هواها وكيفما شاء لها واتّفق!.
ـ كنتُ قبل يومين أتحدث معكم عن أسطورة كرة المضرب "فيدرر". اليوم أعود للاستئناس بحكاية رجوعه عن قراره ترك الملاعب. لقد تنبّه إلى أن أولاده يسمعون عنه كلاعب لكنهم لم يشاهدوه حقيقةً في ملعب أو على منصّة تتويج!. قرر أن يستمر إلى أن يحظى بفرح تصفيقهم له!.
ـ لستُ أسطورة مثل فيدرر، لكنني مثله أشعر برغبة عارمة لرؤية أولادي لي على مسرح أمسية شعرية ولو لمرّة واحدة!.
ـ يمكن اعتبار "برتراند راسل" أحد المحرّضين أيضًا!. كان يرى في إلقاء الخُطَب مهمّة شاقّة: "كنتُ أتمنّى أن تُكسر ساقي قبل إلقاء الخطبة"!. لكنه بعد ذلك علّم نفسه، وعلّمني، بالتدريج حقيقة مهمّة: "إنّ وجْه العالَم لن يتغيّر سواء نجحتُ في إلقاء خُطَبي أو لم أنجح!. وانتهيتُ إلى الإيمان بأن تعرّضي للفشل سيكون أقلّ احتمالًا إذا لم أُعِر الأمر اهتمامًا كثيرًا"!.