|


سعد المهدي
ليبِّي للاعبين: أنتم مجموعة من الجواسيس «3»
2019-09-11
علاقة المدرب باللاعب يمكن أن تتخيل شكلها تلاميذ ومعلمًا أو مديرًا وموظفين أو حالة من الشتات جمعتهم الأقدار، ويسعون إلى تزجية الوقت بالعمل والصبر على بعض.
أندريا بيرلو يحكي لنا قصة أخرى مع مدرب آخر بعد أنطونيو كونتي هو ليبِّي، الذي كان مدربًا للمنتخب الإيطالي في مونديال 2006، وحصد معه اللقب، يقول بيرلو: “قبل مباراة ربع النهائي في ذلك المونديال ضد أستراليا، والتي فزنا بها بفضل ضربة الجزاء الخيالية التي نجح توتي في تجسيدها، طلب من كل اللاعبين الحضور إلى غرفة الاجتماعات في فندق الفريق، وبعد ذلك مزقنا إلى أشلاء، تتكلمون كثيرًا مع الصحافة، أنتم مجموعة من جواسيس لا تستطيعون أبدًا الحفاظ على أسرار الفريق”.
لم يسمح لنا بالتعليق على الأمر، كان العرض عبارة عن مونولوج، تعابير وجهه غاضبة وشرايين رقبته تكاد أن تنفجر، تبًا لكم، لا أريد أن أدربكم مرة أخرى، مجموعة من الأوغاد، مجموعة من الأغبياء. استغرق الأمر برمته خمس دقائق، رغم ذلك اللعب تحت قيادة ليبِّي أمر فريد من نوعه، كانت تجربة خاصة، والكل يكن له مشاعر جيدة.
لا ينسى بيرلو أيضًا أنه حين كان مع النادي قبل عام 2000، وبعد أن شارك في تحضيرات الموسم مع المدرب ليبِّي، أنه أسدى له نصيحة: “أندريا من أجل مصلحتك عليك الذهاب واللعب في مكان آخر، على الأقل لمدة موسم واحد، للحصول على بعض الخبرة التي ستساعدك كثيرًا في حياتك الكروية، وستتأكد من ذلك مستقبلًا”. ماذا فعل بيرلو: “انتهى بي المطاف في فريق ريجينا، ولقد تعلمت الكثير من التجربة، حيث عرفت الاعتماد على النفس، وكيف تتخطى كل الصعاب حتى تصل لمبتغاك”.
المدرب بالنسبة لبيرلو هو من يملك الحق في تأنيبه والحق في تقييمه، إذا ما كان في حال تسمح له أن يلعب أساسيًا أو في الاحتياط، أو يعار لنادٍ آخر، أو حتى يترك الكرة، ولازلت أنقل عنه في كتابه: “أنا أفكر إذًا أنا ألعب”. يقول: “الابتعاد عن الأزوري بالنسبة لي كارثة كبيرة، فبمجرد سماع السلام الوطني أعرف أنني أمثل بلادي، ومن المفروض ألا تدير ظهرك للفريق الوطني مهما كانت الظروف، إلا إذا قرر المدرب ذلك، فسيكون وقعه أخف عليك”... يتبع.