|


شريك مؤسس «جدة يونايتد» تروي رحلتها مع الرياضة السعودية

لينا: وحداوية ويعجبني ماجد

2019.09.12 | 01:22 am

شقّت طريقها منذ نعومة أظفارها نحو الرياضة، واحترفت كرة السلة في مراحل دراستها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ولم تشغلها دراستها في أمريكا عن تحقيق حلمها في تكوين نادٍ سعودي، تسطر من خلاله ملحمة كفاحها لرفع شأن الرياضة النسائية في السعودية، حتى أنشأت ناديًا خاصًا لكرة السلة النسائية بمساعدة زوجها، الذي تكفل بقيادتها إلى العديد من النجاحات التي ساهمت في أن تصبح واحدة من أشهر سيدات السعودية.
لينا المعينا مؤسس نادي “جدة يونايتد” وعضو مجلس الشورى، حاورتها “الرياضية” لتكشف عن حقيقة علاقتها بالرياضة النسائية في السعودية، وانتشار لعبة كرة السلة، والمراحل التي مرت بها حتى نجحت في إنشاء ناديها رسميًا، وكيف تأثرت بأشهر الرياضيين العالميين في تكوين شخصيتها الرياضية، في الوقت الذي لم تؤثر فيها الثقافات الغربية على الرغم من استكمال دراستها الجامعية في أمريكا، وحصولها على أعلى الشهادات.
01
كيف بدأت معرفتك بالرياضة؟
منذ طفولتي وأنا أعشق الرياضة، وما إن تفتحت عيناي على دراستي في مدارس دار الحنان الابتدائية حتى تعلقت بكرة السلة، التي مارستها فعليًا في مدرسة الفردوس المتوسطة، ثم وصلت لقيادة فريق مدرستي الثانوية عالم الصغار، وساعدتني البيئة الأسرية على مواصلة عشقي للرياضة عمومًا.
02
ماذا تقصدين بالبيئة الأسرية؟
كنت أتدرب في حديقة المنزل مع أفراد العائلة يومي الخميس والجمعة، إضافة إلى عمي طارق الذي تكفل بتدريبي على كرة السلة، ووالدي الذي فاجأني باستضافته لمشاهير نجوم العالم المسلمين، فنشأت على حب الرياضة التي ارتبطت في ذهني بتعاليم الإسلام، لاسيما بعد أن رأيتهم عن قرب.
03
من أبرز نجوم العالم الذين أثروا في مشوارك؟
محمد علي كلاي الملاكم العالمي، وعمران خان رئيس وزراء باكستان بطل العالم في الكريكت، وجاهنجير خان بطل العالم في الإسكواش، وجود هذه الكوكبة من النجوم الرياضيين زرع في داخلي حبي للرياضة العالمية الممزوج باحترام هؤلاء الأبطال، لاسيما بعد احترام شعوبهم للإسلام ولمقدساتنا الدينية.
04
حدثينا عن خطوات ميلاد مشروعك؟
مشروعي كان بناء مؤسسة رياضية رسمية لخدمة جميع طبقات المجتمع السعودي، وترسيخ المفهوم الحقيقي للرياضة، وإعلاء دور الرياضة في حياة السيدات وتوعيتهن وحمايتهن من الأمراض، فبدأت في مارس 2003 تكوين فريق السلة للسيدات تحت اسم "جدة يونايتد"، وبعد 3 أعوام تم تأسيسه كمشروع مؤسسي تحت مظلة وزارة التجارة.
05
أين الهيئة العامة للرياضة من الاعتماد الرسمي؟
حصلنا على موافقة الهيئة العامة للرياضة بعد أن مهدت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان الطريق أمام الأندية النسائية في ظل صدور قرارات تتفق مع رؤية السعودية 2030، وبدأنا رحلة جديدة لخروج لعبة كرة السلة إلى النور.
06
كيف تم تفعيل لعبة كرة السلة بشكل إيجابي؟
منذ أكثر من 16 عامًا ونحن ندرب مئات اللاعبات ولنا مشاركات تجريبية خليجية ودولية، وبدأنا أولى الخطوات الفعلية بعد إعلان رؤية السعودية 2030، كانت بتنظيم اليوم العائلي الرياضي، أعقبناها بمشاركتنا في أول بطولة نسائية رسمية لكرة السلة في نوفمبر 2017 برعاية الهيئة العامة للرياضة ووزارة الصحة.
07
ما أبرز الثمار التي جناها جدة يونايتد؟
بناء جيل صحي رياضي يرفع شعار الرياضة للجميع، رغم أن المنافسة ليست هدفنا الرئيس بقدر ما يهمنا تفعيل الرياضة المجتمعية وتهيئتها لكل الأعمار، وفي النهاية لن أفرط في تكوين منتخب قوي لجدة يونايتد.
08
هل استفادت الأندية الأخرى من ناديك؟
بكل تأكيد استفادت بعض الأندية الكبيرة من جدة يونايتد عندما أفرز نجومًا كبارًا في لعبتي القدم والسلة، فهناك لاعبون تم انتقالهم إلى أندية الأهلي والاتحاد والوحدة، وهو أمر ليس مستغربًا لأنني أتبع خطوات استثمارية مدروسة لكوني المرأة السعودية الوحيدة التي تقلدت منصب العضوة الأولى والوحيدة في لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية في جدة.
09
ما مدى الاهتمام بكرة القدم النسائية؟
بعد أن وجهنا الاهتمام الكبير لكرة السلة بدأنا منذ أسبوع فقط في تكوين فريق كرة القدم النسائية، وبدأنا في تجميع اللاعبات للدخول في مرحلة المشاركة الفعلية في بطولة الدوري ابتداءً من الموسم المقبل 2020، بعد حصول لاعباتنا على الخبرة الكافية للمشاركة.
10
كيف ترين احتراف لاعبات القدم في بعض الدوريات العربية؟
أرى أن الوضع حاليًا أفضل بكثير من ذي قبل، لاسيما بعد إدخال الرياضة في المدارس وحضور السيدات المباريات، وأصبحت كل الظروف مهيأة لعودتهن إلى أرض الوطن والمشاركة في البطولات المحلية التي تقودهن إلى المنتخبات الوطنية.
11
هل المناخ مناسب لمواكبة الكرة النسائية في السعودية الدول العربية الأخرى؟
ما زلنا نحتاج مزيدًا من الوقت والخبرة والاحتكاكات الدولية قبل أن ندخل منافسات نسائية مع بعض الدول العربية التي وصلت إلى درجة كبيرة من النضج الفني نتيجة الإعداد الجيد قبل عشرات السنين، رغم توحد العادات والتقاليد لكنني كلي ثقة أن الرياضة النسائية قادمة بقوة.
12
ما مدى استفادتك من دراسة علم النفس في لندن؟
حصولي على بكالوريوس علم النفس أفادني في التعامل مع اللاعبات، وأيقنت أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، فالرياضة تحارب الاكتئاب والضغط النفسي وتسبب السعادة، وفي الرياضة التنافسية كنت حريصة على رفع الجانب النفسي والمعنوي عندهن في أوقات الخسارة خاصة والوصول بهن إلى درجة عالية من الراحة النفسية التي تقودهن إلى نجاحات وانتصارات جديدة وتتصدى لأية انكسارات.
13
هل واجهتك انكسارات في مشوارك الرياضي؟
بالطبع واجهتني بعض المعوقات البسيطة، لكنها لم تعطلني عن تحقيق هدفي والسبب يعود إلى الدعم الكبير الذي تلقيته من أهلي ومن زوجي عبيد مدني، الذي ساندني بقوة ودفعني كثيرًا نحو النجاح، وأدين له بالفضل الأكبر فيما وصلت إليه
14
ماذا عن دور الإعلام في مشوارك الرياضي؟
في البداية لم يكن الإعلام المحلي يغطي أية اخبار عن رياضة البنات المحلية، فاستثمرت بعض الصحف السعودية التي تصدر باللغة الإنجليزية - عرب نيوز - لإبراز الرياضة النسائية السعودية أمام العالم، وكيف أن المرأة السعودية لا تقل كفاءة أو قدرة عن أي امرأة في العالم، فكانت تلك التغطيات بمثابة توثيق لجهود كبيرة خلال مشواري، ابتعد فيها الإعلام المحلي قليلًا.
15
أي حراك رياضي صنعتهِ بحكم عضويتك في مجلس الشورى؟
في عام 2017 طالبت بوجوب تعميم الرياضة في المدارس الحكومية للبنات بعد وصولها إلى عدد معين بسبب توصية مشتركة بين لجنة التعليم ولجنة الشؤون الاجتماعية، والحمد لله بعد 24 ساعة من نقاشنا تحت القبة في مجلس الشورى دخلت الرياضة المدارس الحكومية بقرار من وزير التعليم.
16
ما رسالتك للمجتمع السعودي من تسلقك قمة إيفرست؟
تسلقت إيفرست بيس كامب وأنا مصابة بقطع في غضروف الركبة، لكن وجود الأميرة ريما منحني إرادة كبيرة للصعود مع زميلاتي العشر إلى القمة، لأنني صممت على تدوين رسالة للمرأة السعودية عنوانها الرياضة مهمة لمقاومة مرض السرطان.
17
ما معلوماتك عن كرة القدم للرجال؟
أنا أتابعها مثلي مثل أية سعودية تعشق منتخب بلادها وتسعد برفع العلم الأخضر فوق منصات التتويج، أما على المستوى المحلي فأنا أشجع نادي الوحدة ويعجبني من اللاعبين السابقين أحمد جميل وماجد عبد الله وفهد الهريفي وسعيد العويران وفؤاد أنور، ومن الجيل الحالي تيسير الجاسم وفهد المولد وجمال باجندوح.
18
ما أمنيتك؟
أن يختفي التعصب من ملاعبنا ومنافساتنا، وأن أرى "جدة يونايتد" منافسًا قويًا في البطولات العالمية.