|




طلال الحمود
للتعتيم بقية
2019-09-14
اقترح أحد المسؤولين في قناة خليجية قبل سنوات، تشفير مباريات الدوري في بلاده، مع منع القنوات المحلية الأخرى من عرض المنافسات، وتضمن اقتراحه منح المواطنين خصومات تصل إلى نصف مبلغ الاشتراك، مقابل تحصيل المبلغ كاملاً من بقية الجنسيات.
وتمكن المسؤول من تطبيق اقتراحه، ما أدى إلى تراجع نسبة المشاهدة وتوجه غير المواطنين للزهد في هذه المباريات بإنفاق المال للاشتراك في قنوات أخرى، قبل أن تكون النتيجة النهائية تغييب منافسات الدوري المحلي بنجومه عن العالم الخارجي حتى تحول الأمر إلى تعتيم إعلامي لا يخدم كرة القدم في هذه الدولة.
يخلط كثيرون بين احتكار البث المباشر، والتعتيم التام على أرشيف المباريات بحيث لا يصل إلى وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، وهو عمل سنته شبكة قنوات الجزيرة لأسباب غير رياضية، وبات سلوكًا في نظر بعضهم يمثل الطريقة الصحيحة للتعامل مع الحقوق الحصرية!، بينما في الصين أو اليابان تختلف زاوية الرؤية بإعطاء الجانب الترويجي اهتمامًا يوازي الحرص على إنجاح المنافسات ونشر أخبارها في العالم، من أجل زيادة حجم الاهتمام لجلب المعلنين والرعاة، ما جعل الاتحادات تحرص على منح وكالات الأنباء التلفزيونية حق بث الملخصات إلى العالم.
في السعودية الأمر يبدو مختلفًا، واستراتيجية “الجزيرة” ما زالت متبعة في التعتيم على البطولات المحلية، علمًا أن شبكة “بي إن” تمنح الوكالات العالمية ملخصات لمباريات الدوري القطري من أجل بثها للعالم، مقابل التعتيم على بطولات الأندية والمنتخبات الخليجية التي تمتلك حقوق مبارياتها بهدف حجب وجودها عن العالم الخارجي.!
ومنذ خروج حقوق بث الدوري السعودي من قبضة “الجزيرة”، لم تعرف القنوات الناقلة التعامل مع الجانب الترويجي، ما جعلها تسير في فلك الإعلام “السياسي ـ الرياضي” دون أن تعلم، خاصة أن أصحاب الحقوق منذ عام 2011 يسعون لاحتكار ما يمكن احتكاره دون استراتيجية واضحة، ولعل فتح باب العطاءات للحصول على حقوق بث دوري أبطال آسيا في السعودية يبرهن عدم إدراك الجهة المسؤولة عن منح الحقوق لمعنى “الحصرية” وحدودها، ما جعل أكثر من جهة تخطط لنيل هذه الحقوق على طريقة “بي إن” ومن ثم مواصلة التعتيم.!
لن تحظى كرة القدم في السعودية باهتمام يتجاوز المحلية، ما لم تعمل الجهات صاحبة الحقوق على الجانب الترويجي وتسهيل وصول الوكالات العالمية إلى الملخصات الإخبارية، لاعتبارات من أهمها إطلاع العالم على جماهيرية البطولة ونجومها، ونشر سمعة جيدة عن السوق السعودية في العالم.