|


د.تركي العواد
البيز هو الحل
2019-09-15
في كل مرة تواجه الكرة السعودية أزمة نخرج بفكرة إنقاذ نعتقد أنها حل سحري وسريع، نتحمس ونطبقها فنجد أنها مثل سابقاتها تحولت إلى عبء علينا. قبل سنتين خرجنا بفكرة المواليد وبالغنا في الحديث عنها منتظرين اكتشاف عموري جديد فخرجنا بلاعبين يفتقدون لأبسط مهارات كرة القدم ولا نعرف الآن كيفية التخلص منهم.
اليوم نردد “الدوري الرديف”.. البعض يطلق عليه “دوري B” ليوحي لنا أنه يعرف كل شيء عن هذا الدوري ويكاد يرى نتائجه المبهرة ويلمسها. بكل بساطة لا يمكن لأي فكرة مهما كانت عبقرية أن تحل منفردة مشاكل الكرة السعودية.. يجب أن ننطلق من هذه القاعدة. المبالغة في تحويل فكرة واحدة إلى علاج شافٍ ووافٍ لكل الأمراض المستعصية هي فكرة مُستلة أصلًا من الدجال الذي يعطيك خلطة سرية تشفي كل العلل الظاهرة والخفية.
كأس الاتحاد السابق هو دوري B.. دوري الأولمبي السابق هو دوري B.. لم نأت بجديد.. إضافة حرف “B” لا تجعلها فكرة مختلفة.. نردد في الرياض مثلًا ينطبق على هذه الحالة بدقة “هات البيز رد البيز... وإثر البيز خرقه”.
تعاني الأندية الكبيرة ضغط المباريات بشكل مستمر مما يجبرها على تدوير اللاعبين وتغيير التشكيلة.. في الجولة الماضية اضطر الهلال إلى إشراك عدد من اللاعبين غير الأساسيين أمام الفيحاء لإراحة لاعبي المنتخب وأيضًا لأنه سيلعب بعد أيام مباراة حاسمة في ربع نهائي دوري أبطال آسيا. وكذلك فعل الاتحاد أمام ضمك. سؤالي البسيط من سيلعب في دوري B إذا كان الفريق الأول لا يجد لاعبين لدوري A؟
هناك أكثر من فكرة يمكنها أن تساعد على زيادة مشاركة اللاعبين السعوديين بنسب مقبولة، منها تطوير دوري الدرجة الأولى الذي أجده أنسب الحلول المتاحة. دعم أندية الأولى ماليًا سيجعلها قادرة على استقطاب لاعبين مميزين يلعبون في الدوري الممتاز. هناك فارق كبير في المستوى الفني بين الدوري الممتاز والأولى. تضطر أندية الأولى الصاعدة حديثًا إلى دوري المحترفين إلى تغيير جلدها بالكامل حتى تستطيع مجاراة أندية الممتاز، لو استطعنا تقليص الفارق بين المسابقتين سنضمن مشاركة أكبر للاعب السعودي ولن نجد لاعبًا يفضل ترك كرة القدم على اللعب في دوري المظاليم.