|


د. حافظ المدلج
رهبة الملعب
2019-09-17
في عام 1981 كانت المباراة المصيرية المؤهلة لكأس العالم 82 بين الشقيقين السعودية والكويت، كان اللقاء في “ملعب الملز” وحضرت الجماهير قبل ساعات، لدعم منتخبنا المؤهل حينها لتحقيق الإنجاز الأول، كنت في المدرجات حين دخل نجوم الكويت قبل المباراة بملابس التسخين والصنادل الرياضية يتمشون في الملعب وسط هتافات حناجرنا الملتهبة، وقامت بعض الجماهير بقذفهم بقوارير الماء فأخذوها وغسلوا بها أيديهم، وتمازحوا برش الماء بينهم، ثم خرجوا من الملعب وعادوا ليفوزوا ويتأهلوا لكأس العالم، لأنهم تخلصوا من “رهبة الملعب”.
تعاني بعض الفرق من بعض الملاعب، فيصعب عليها تحقيق النتائج الإيجابية في تلك الملاعب الصعبة، فيلجأ صنّاع القرار لمعالجة تلك “الفوبيا” بطرق مختلفة، مثلما فعل الشهيد “فهد الأحمد” مع منتخبه “الأزرق” في “ملعب الملز”، ولذلك أنصح بدراسة نتائج الفرق في الملاعب المختلفة لمعرفة الملعب “الصعب” وإيجاد الحلول لعلاج “رهبة الملعب”.
يتميز ملعب “آنفيلد” وكذلك “ستامفورد بريدج” بأنهما من أكثر الملاعب استعصاءً على الخصوم، لذلك تعودنا على سماع أرقام مذهلة لآخر هزيمة تلقاها “ليفربول” أو “تشيلسي” على أرضهما وبين جماهيرهما، ومثلهما الكثير من الملاعب التي تخدم أنديتها وتعطيها أفضلية واضحة إذا لعبت مباريات الذهاب والإياب كان نتاجها فوز الفريقين باللقبين الأوروبيين الموسم الماضي، لأن كل من يأتي للعب في تلك الملاعب الصعبة المستعصية يعاني من “رهبة الملعب”.
على عكس ذلك أندية تعاني من اللعب على ملاعبها في فترات معينة قد تطول إذا لم تتمكن الإدارة من علاج المشكلة، فعلى سبيل المثال كان “أولد ترافورد” يسمى “مسرح الأحلام” الذي حقق عليه “مانشستر يونايتد” معظم أمجاده، لكنه تحوّل إلى “مسرح الأوهام” بعد رحيل “فيرجسون”، وأصبح النادي يخسر معظم نقاطه على الملعب، وتلك مشكلة نفسها “الهلال” وملعب الجامعة الذي خسر عليه “الزعيم” أغلب نقاطه الموسم الماضي بالخسارة من “الحزم والتعاون”، والتعادل مع “النصر وأحد والوحدة”، وبدأ الموسم الحالي بالتعادل مع “الفيحاء”، ناهيك عن الخسارة من “الأهلي” في آسيا، وكأن نجوم “الهلال” يعانون “رهبة الملعب”.
تغريدة Tweet:
اقتراحي أن يؤدي الفريق تمارينه التي تسبق المباراة على الملعب نفسه، بحضور الرابطة والألتراس مع تجربة التيفو والأهازيج، ليتعود الفريق على الملعب بعيدًا عن الضغط، وربما تكون هناك مقترحات أفضل، وعلى منصات الحلول نلتقي.