|


أحمد الحامد⁩
الأكثر مشاهدة
2019-09-21
نشر الزميل سلطان السعد القحطاني، مقدم البرامج على شاشة روتانا، تغريدةً، أرفقها بصورة لمقدم البرامج الشهير لاري كينج، قائلًا: “لا يوجد أسوأ من مذيع ينافس ضيفه، وتمتلئ الحلقة به وحده على حساب الضيف. إنني أميل إلى مدرسة لاري كينك في إدارة الحوار، والاستماع، وإعطاء الضيف فرصته الكاملة في التعبير عن نفسه”.
لا شك أنني أتفق مع سلطان، وأشد على يديه في الاستمرار في هذا النهج الصحيح الذي أوصل لاري كينج إلى كل هذا الاحترام والتميز، لكنني في الوقت نفسه أود أن أهمس في أذن زميلي بأن هذا النهج في هذا الوقت مكلف جدًّا على مقدم البرامج، فهو سيكسب حتمًا احترام الضيف والمُشاهد، لكن لن تصل مقاطع برامجه إلى “ترند” مرئي على وسائل التواصل، ذلك أن الفيديوهات القصيرة الأكثر مشاهدةً لا تنتمي إلى المحتوى الرصين والمفيد والممتع، بل تنتمي إلى تلك الفيديوهات التي يظهر فيها مقدم البرنامج يستعرض عضلاته ساخرًا من الضيف، أو تلك التي تتداخل فيها أصوات الشجار والشتم، فتصبح المُشاهدات العالية لمشاهدة مثل هذه المَشاهد، وليس لمتابعة البرنامج كونه برنامجًا جيدًا.
الفارق بين برامج لاري كينج، التي يُفضِّل سلطان أسلوبها، ويتبعه في برنامجه، أن نجاحها وشهرتها تحتاجان إلى الصبر، لكنها تضمن برنامجًا محترمًا، بينما تلك البرامج التي كل اهتمامها ينصب على الحصول على مشهد، يحقق مشاهدات عالية على الـ “سوشال ميديا”، لا تُكسب مقدمها ثقة الضيوف، ولا الحصول على حلقة يستفيد ويستمتع بها المُشاهد.
لقد حوَّل بعض مقدمي البرامج ضيوفهم إلى ضحايا تلك المَشاهد القصيرة والمثيرة لتحقيق نسب مشاهدة عالية على حساب الضيف بكل ما يملكه من قدرات ومواهب وتاريخ.
عندما يفكر المسؤول عن البرنامج بصناعة حلقة ممتازة، ينظر دائمًا لتقديم محتوى تستطيع مشاهدته في أي وقت، وحتى بعد مضي سنوات طويلة، وهنا يصنع محتوى للزمن، كما نشاهد نحن الآن، أو نستمع للقاءات عمرها 30 أو 40 عامًا، لكنها مليئة بالمتعة والفائدة، لأن الضيف وجد المساحة الكافية للتعبير عن نفسه وعن أفكاره وآرائه، لا في محاولات رد بلطجة مقدم البرنامج، واستفزازاته التي يحاول منها الحصول على نسبة مشاهدة عالية دون النظر إلى قيمة المحتوى، أو قيمته هو نفسه.