|


أحمد الحامد⁩
مسفر الدوسري
2019-09-28
استضفت مسفر الدوسري في أربعة لقاءات إذاعية، في كل مرة كنت أخرج من اللقاء وأنا أحمل كلماته وقصائده معي إلى خارج الاستديو، حرير كلماته ينسج بها عالمه المتشكل من الحب وحده، يذيقك بعضاً من لحظاته لتكتشف أنك تعيش في العالم الخطأ، العالم الذي أرهقك بأرقامه وصناعاته وبنوكه وإعلاناته.
هكذا كنت أطلب استضافته لأدخل في عالمه، كلما شعرت بأنني أصبحت أقرب لآلة خشبية، في إحدى المرات وأثناء مروره بتفاصيل قصيدته شعرت بأنه يأخذني إلى أماكن أعرفها، إنه يصف أغصان تلك الأشجار التي كنت أتسلقها، يمر بي في الشوارع والحارات التي مررت بها سنوات من عمري، ما إن انتهى من قصيدته حتى استحضر لي الزمن الماضي بتفاصيله، في الفاصل الإعلاني قلت له هل تعلم يا مسفر بأنك أخذتني في قصيدتك إلى مدينتي التي ولدت بها.. سألني عن اسم المدينة لنكتشف بأننا ولدنا في ذات المدينة التي كان يصفها..
الإعداد لحلقة أستضيف بها الشاعر مسفر الدوسري يحتاج إلى حرص شديد في انتقاء المحاور الذكية، ومسفر يشبه شعره الرقيق، فهو لا يلمِّح بضيق من سؤال لا يوفق به السائل، بل يعدل السؤال ويأخذه إلى صيغة أفضل وفضاء أوسع، في اللقاء الأخير قبل عدة أشهر قلت بأن الإنسان في مرحلة ما يصل إلى النضوج، وقبل أن أسترسل في صياغة السؤال قال بما معناه: هل تعتقد بأن الإنسان يجب أن يصل إلى مرحلة الشعور بالنضوج؟ ثم راح يجيب ويقول إن الإنسان يجب ألا يتوقف عند هذه القناعة، بل يفتح الآفاق للاكتشاف والاندهاش من كل ما هو جديد،
اليوم يرقد مسفر على السرير الأبيض بينما يعبر قراؤه ومتابعوه وأصدقاؤه عن حبهم لهذا المبدع ويدعون الله أن يمنّ عليه بالصحة، آمل أن تصل إليه كل هذه الأمواج من المشاعر التي تبين مكانته في القلوب والعقول، مسفر استحق كل هذا الحب والاهتمام لنبل شخصيته ومكانته الأدبية الكبيرة، حفظك الله يا أبا عبد الله"، وأقول لك ما كتبته لنا يوماً.
للحين
الحياة حلوة
وباكر كل يوم.. يمُر
وللحين
الصباح فيه خير
ويغلب في حلاه المُر
وللحين
ف . المدى فرحة
وباقي من هوانا عمر.