|


طلال الحمود
حمد الله يتسبب
2019-09-28
لفت المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله الأنظار منذ انطلاق الموسم الحالي، بتنازله عن التسديد مقابل السقوط في منطقة الجزاء بحثاً عن ركلة جزاء من صافرة الحكم، وبلغ الأمر ذروته خلال مباراة فريقه النصر أمام الأهلي حين تعمد السقوط أكثر من مرة، ما قاد الحكم إلى إنذاره بداعي التمثيل، ثم التغاضي عن طرده في لقطة ثانية.
ويبدو أن حمد الله استساغ لعبة السقوط للحصول على ركلات الجزاء، خاصة بعدما نجح غير مرة في الموسم الماضي بالوصول إلى مراده بتسجيل أهداف مهمة من نقطة الجزاء، حتى باتت محاولات المهاجم المغربي تغيظ جماهير الفرق المنافسة بطريقة جعلت بعض المشجعين يهتفون ضده في المدرجات، وخلال الموسم الحالي بدأ حمد الله يثير حفيظة جماهير النصر أيضاً بعدما اكتفى بإحراز هدف واحد مقابل عشرات الفرص التي لم يتعامل معها بجدية بحثاً عن ركلة جزاء.
ظاهرة لجوء اللاعبين إلى التمثيل للحصول على ركلة جزاء، ليست بدعة من صنع حمد الله، إذ عرفت الملاعب السعودية أكثر من لاعب يجيد ادعاء السقوط بدرجة لا يمكن للحكم اكتشافها، ومن هؤلاء كان يوسف الثنيان على سبيل المثال، الذي استفاد من قدرته على التمثيل بطريقة أقرب إلى الحقيقة، غير أن الثنيان وغيره لم يكن رهانهم اليومي الحصول على ركلات الجزاء وإهدار الفرص السهلة بادعاء السقوط، كما هو حال المهاجم حمد الله.
ربما استفاد حمد الله من ميزة تمثيل السقوط كثيراً في الموسم الماضي، غير أن استمراره بهذا الأسلوب سيحرم النصر من خدمات مهاجم مؤثر، وربما يقوده إلى مقاعد البدلاء قريباً، خاصة أن محاولاته في الحصول على ركلة جزاء فشلت طوال خمس جولات من الدوري السعودي، ودفع النصر ثمنها بعدم القدرة على التسجيل خلال ثلاث مباريات متوالية، ما يمثل انتكاسة حقيقية لخط الهجوم الناري الذي تمكن من حسم بطولة الدوري في الموسم الماضي بعدد كبير من الأهداف.
من المؤسف أن تغيب أهداف حمد الله الرائعة في البطولة المحلية، ومن غير المنطق أن يقف الجهاز الفني في نادي النصر متفرجاً على مهزلة هذا اللاعب الذي تحول من التفكير كلاعب محترف إلى التصرف على طريقة الـ"متسبب" لا دور له ولا مهمة محددة يقوم بها، إلا الاجتهاد في كل مباراة بحثاً عن الصدفة، أو التحايل على الحكم للحصول على ركلة جزاء يقتات عليها حتى موعد المباراة المقبلة.