|


تركي السهلي
رماة الهواء
2019-09-30
عندما لا يكون هناك هدف واضح المعالم يوجّه الرماة بنادقهم صوب الهواء، ظنًّا منهم بأن الرصاص سيفرّق السُّحُب أو يصل إلى العنان أو يُصيب شيئًا بعيدًا لا يعرفون ما هو.. المهم لديهم ألاّ يسكت الأزيز وألّا يطول الصمت.
هذا ما يحدث الآن في حال نادي النصر ممن يرقبون الأوضاع في داخله من بعض النصراويين بكل أسف. لا أحد يريد أن يرى ويرقب بتعقّل ويُغلّب الصبر على الاستعجال والأحكام السريعة.
لم يمض على مجلس الإدارة الجديد بقيادة الدكتور صفوان السويكت سوى سبعين يومًا، ولم يخرج إلاّ من بطولة واحدة ورث مشاكلها من الإدارة التي سبقته، ومع ذلك انطلقت حناجر صفراء تصرخ دون وعي وإدراك تُقلِّل وتُهمِّش من الشخوص المُنتخبة والمُتسلّمة النادي وفق القانون والإجراء النظامي.
صحيح أن الإدارة النصراوية تتعامل بهدوء أكثر من اللازم، وبأدب جمّ مع كل الأطراف الصفراء، وتترك مساحة الإنصاف للعمل لا للأفراد، ولا تمتلك آلة إعلامية تُجيد الدعاية والتمجيد الشخصي، فهي ليس لديها شاعر، ولا منشد يشدو بالشيلات، ولا مشهور إعلام جديد يوزع اللقطات والضحكات في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سليط لسان، ولا حسابات مزيّفة في منصّة " تويتر"، ولا كذّابون ولا مادحون ولا جماعة صحون ولا أصدقاء متجر ولا راقصون ولا مجاميع ترويج وتضليل. كُلّ ما تملكه إدارة صفوان ومعها عبد الرحمن الحلافي نصراويتها الخالصة وسلامة سريرتها وصدقها مع كل ما يُحيط بالبيت الأصفر. يزداد الضغط على القيادة الجديدة في النصر ويزداد صمتها أكثر، وهذا ربما ما جعل بعضهم يزيد من وتيرة الصراخ في وجهها ومحاولة إخافتها، لكنني أظن أن المجلس المؤدب سيتحدث في الوقت المناسب ويُعلن الموقف الخاص به دونما تبرير، ودونما دفع للأصوات المجحفة بعيدًا عنها، إنما لكي تقف على أرضية شديدة الصلابة ولمنح العقلاء مساحة التواجد والتأثير، وسيتوقف الآخرون حينها عن الإرجاف والتشويش. ومع كل ذلك يبدو المشهد في الداخل بحاجة إلى تسريع لملفات تهيئة اللاعبين والجلوس معهم خصوصًا المحترفين الأجانب وعقد الاجتماعات الفنية المطوّلة مع السيّد فيتوريا مدرب الفريق الأول لكرة القدم، ومحاولة تقوية طاقمه الفني وإعادة صياغة بعض الأمور، والانطلاق في موسم يحتاج المتواجد فيه إلى جلد وثبات وقدرة على التحمّل، وعدم التفات إلى بعض المسائل الصغيرة التي لا تُقدّم ولا تؤخر. سيكثر الرُماة على الجسم الأصفر إن هو توقف، وسيتوارون كُلما تقدّم ويتجهون ببنادقهم إلى الهواء.