مرّ اليوم العالمي للترجمة بانتقاءات جميلة من مغرّدين احتشدوا في وسم حمل الاسم صريحًا، وكان أطيب ما في الأمر تلك الحفاوة الّلدِنَة بالمترجمين العرب من قِبَل القرّاء. حفاوة شكر وامتنان، لا يعرف كم هي مُستحقّة أكثر من أمثالي الذين لا يعرفون القراءة بغير العربيّة!.
ـ أمثالي الذين كانت القراءة أندى غراميّاتهم، وفي منتصف الطريق تأكّد لهم أنهم مجبرون على الحب من طرف ثالث!.
ـ شرّ البليّة ما يُضحك!. كنت أكتب بجديّة، الآن أضحك!: "الحب من طرف ثالث"!. تذكّرت مشهدًا شهيرًا بهذا الخصوص من فيلم "الناظر صلاح الدين" لعلاء ولي الدين "مشهد الدقيقة 47"!. كيف لي الآن أن أعود لوقاري سالمًا أو بأقل الخسائر؟!.
ـ الحل في "بورخيس" وعنده!. أتجه إليه مباشرةً "واستروا على ما واجهتم"!.
ـ يقول بورخيس: الفرق بين الترجمة والأصل ليس فرقًا بين النصوص نفسها. أفترض أننا إذا كنا لا نعرف أيهما هو الأصل وأيهما الترجمة، فإننا نستطيع الحكم عليهما بتجرّد. ولكن لسوء الحظ أنه لا يمكن أن يكون الأمر على هذا النحو. وبالتالي فإننا نفترض أن عمل المترجم أدنى على الدوام، بالرغم من أن الترجمة قد تكون بمثل جودة النص!.
ـ استحضرتُ بورخيس ليس لأنه أعظم من دافَع عن الترجمة فحسب، لكن وبصراحة للهروب سريعًا من قلّة أدب المشهد الكوميدي في "الناظر صلاح الدين"!. لكن من الواضح أن الموضوع أفلتَ من يدي!.
ـ أتذكّر الآن كيف رجعت لنا معلّقة عنترة بن شداد في كتاب بعد ترجمتها إلى لغة أخرى ثم ترجمتها من تلك اللغة إلى العربية مرة ثانية فإذا بعنترة يدعو عبلة في أحد الأبيات لتذوّق سيخ كباب في حفلة شواء!.
ـ الروايات قادرة على أن تسلك طريقها في الترجمة بسلام نسبي!. ليس بالقدر الذي يُمكن لكُتب الفكر والفلسفة أن تحظى به، لكنه حين يُقارن بترجمة الشعر، يحمد أهل الروايات ربّهم!.
ـ ترى، ماذا لو أنّ قصيدة انتقلت من لغتها الأصلية إلى لغة ثانية، ثم من الثانية إلى ثالثة، ومن الثالثة إلى لغة رابعة، وخامسة، وعاشرة، وعشرين، ثم عادت إلى لغتها الأولى: هل يُمكن، حتى لشاعرها، التعرّف عليها؟!.
ـ السؤال الآخر: هل ذلك سيّئ بالضرورة؟!. أوَ لم يكن سؤال عنترة الأشهر: "هل غادر الشعراء من متردّم؟!" يحمل في العميق منه اعترافًا بأن الشعراء إنما يكتبون ذات القصيدة بترجمات مختلفة؟!.
ـ بقيت كلمة: أظن أنه يمكن لكل مكتبة أن تحتفل بيوم الترجمة، وأن تحتفي بأهلها، باستثناء مكتبة جرير!. هي واحدة من أكثر المكتبات هدرًا لكرامة المُترجم، وتقليلًا من شأنه: مسألة تجاهلها لاسم المُترجم على كثير من إصداراتها "تقريبًا كلّها!" وصمة لا بصمة!، إلى أن تحترم المُترجم والقارئ ونفسها!.
ـ أمثالي الذين كانت القراءة أندى غراميّاتهم، وفي منتصف الطريق تأكّد لهم أنهم مجبرون على الحب من طرف ثالث!.
ـ شرّ البليّة ما يُضحك!. كنت أكتب بجديّة، الآن أضحك!: "الحب من طرف ثالث"!. تذكّرت مشهدًا شهيرًا بهذا الخصوص من فيلم "الناظر صلاح الدين" لعلاء ولي الدين "مشهد الدقيقة 47"!. كيف لي الآن أن أعود لوقاري سالمًا أو بأقل الخسائر؟!.
ـ الحل في "بورخيس" وعنده!. أتجه إليه مباشرةً "واستروا على ما واجهتم"!.
ـ يقول بورخيس: الفرق بين الترجمة والأصل ليس فرقًا بين النصوص نفسها. أفترض أننا إذا كنا لا نعرف أيهما هو الأصل وأيهما الترجمة، فإننا نستطيع الحكم عليهما بتجرّد. ولكن لسوء الحظ أنه لا يمكن أن يكون الأمر على هذا النحو. وبالتالي فإننا نفترض أن عمل المترجم أدنى على الدوام، بالرغم من أن الترجمة قد تكون بمثل جودة النص!.
ـ استحضرتُ بورخيس ليس لأنه أعظم من دافَع عن الترجمة فحسب، لكن وبصراحة للهروب سريعًا من قلّة أدب المشهد الكوميدي في "الناظر صلاح الدين"!. لكن من الواضح أن الموضوع أفلتَ من يدي!.
ـ أتذكّر الآن كيف رجعت لنا معلّقة عنترة بن شداد في كتاب بعد ترجمتها إلى لغة أخرى ثم ترجمتها من تلك اللغة إلى العربية مرة ثانية فإذا بعنترة يدعو عبلة في أحد الأبيات لتذوّق سيخ كباب في حفلة شواء!.
ـ الروايات قادرة على أن تسلك طريقها في الترجمة بسلام نسبي!. ليس بالقدر الذي يُمكن لكُتب الفكر والفلسفة أن تحظى به، لكنه حين يُقارن بترجمة الشعر، يحمد أهل الروايات ربّهم!.
ـ ترى، ماذا لو أنّ قصيدة انتقلت من لغتها الأصلية إلى لغة ثانية، ثم من الثانية إلى ثالثة، ومن الثالثة إلى لغة رابعة، وخامسة، وعاشرة، وعشرين، ثم عادت إلى لغتها الأولى: هل يُمكن، حتى لشاعرها، التعرّف عليها؟!.
ـ السؤال الآخر: هل ذلك سيّئ بالضرورة؟!. أوَ لم يكن سؤال عنترة الأشهر: "هل غادر الشعراء من متردّم؟!" يحمل في العميق منه اعترافًا بأن الشعراء إنما يكتبون ذات القصيدة بترجمات مختلفة؟!.
ـ بقيت كلمة: أظن أنه يمكن لكل مكتبة أن تحتفل بيوم الترجمة، وأن تحتفي بأهلها، باستثناء مكتبة جرير!. هي واحدة من أكثر المكتبات هدرًا لكرامة المُترجم، وتقليلًا من شأنه: مسألة تجاهلها لاسم المُترجم على كثير من إصداراتها "تقريبًا كلّها!" وصمة لا بصمة!، إلى أن تحترم المُترجم والقارئ ونفسها!.