لا إزعاج وإرباك يواجهان الصحف وأصحاب القرار فيها أكثر من هوية الصفحة الثانية.. هذا ربما يكون أحد الأسرار الخفية التي لا يعرف حقائقها سوى العاملين داخل أغوار المهنة.. لا يمكن لقارئ عادي ظل طوال حياته مدمنًا على مطالعة صحيفته المفضلة أن يستوعب ويتفهم ويدرك مشكلة مثل هذه..
ربما لو شرحت له تبعات وأبعاد الورطة وتعمقت في الإيضاح لعدك واعتبرك من الغاوين.. لكنني سأفعل وأقول لكم كيف يرى ويتعامل أهل الصحافة مع الصفحة الثانية.. هناك طريقتان لا ثالث لهما في التعاطي مع المعضلة التي لم يجد أعتى الصحفيين وأعرقهم حلاً ثالثًا ربما يكون منفذًا للتخلص من الأزمة المستمرة.. أولاً وقبل الشروع في تناول القضية التي ربما يراها غير المتخصصين بين هوامش لا تستحق الذكر أو حتى طرحها للحوار والمناقشة، يجدر بنا القول إن السبب وراء مشكلة الصفحة الثانية وقوعها بين قوتين، فبديهي أن تكون الصفحة الأولى هي الأهم والأفضل، وحين الفراغ من تصفحها فإن تصفح الصحيفة يبدأ فعليًّا من الصفحة الثالثة، خاصة أن كافة دراسات القراءة تؤكد جنوح الناس لمتابعة كل ما يقع على العين اليسرى، وهذا هو ما جعل الصفحات الشمالية في الصحيفة أغلى ثمنًا عند تصنيفات خبراء الإعلان.. وليس هناك ما يجعلنا نسوق الأدلة والبراهين عن أهمية الصفحة الثالثة.. هذا يعني باختصار ووضوح سقوط الصفحة الثانية في جغرافية صحفية ظالمة.. وهذا ما جعلها تبدو كاليتامى في ليالي العيد..
أما الطريقتان اللتان يتعامل بهما الصحفيون مع الثانية فأولهما المحاولات المستمرة الجادة في الدفع بمادة صحفية قوية تجبر القارئ على الاتجاه إلى هذه الصفحة وعدم المرور عليها مرور الكرام كنشر أخبار مهمة أو تقارير قوية، أو حتى مقالات لكتاب رائعين.. كل هذا إنما هي محاولات على الأغلب لم تستطع الصمود والنجاح.. والطريقة الثانية هي الإيمان بالأمر الواقع وعدم تحميل الصحيفة أكبر من طاقتها، والاستسلام مبكرًا والاكتفاء بنشر ما تضطر الصحيفة لنشره لأسباب مهنية عديدة لتظهر الصفحة الثانية كأقل الصفحات عدة وعتادًا..
الصحيفة ليست أشجار حديقة في شارع باريسي تحاول بلدية العاصمة الفرنسية أن تجعل منه نموذجًا للتناسق والتنظيم.. صحيح أن الصحيفة جسد واحد، لكن لكل صفحة هوية وحكاية يمكن الحديث عنها بإسهاب وإطالة، ولهذا قلنا عن الصفحة الثانية ما يمكن قوله بقدر ما سمح لنا الزمان والمكان، وإن كان القراء لا يهتمون بهذه التفاصيل الصغيرة فهي على الطرف الأهم يعدها الصحفيون أمرًا حيويًّا لا يمكن تجاوزه بسهولة.. أتفهم أن التصفح الإلكتروني تجاوز طرح مثل هذا وفي زمن مثل هذا، لكنني مضطر غير باغ لأقوله لأنني أحاول ما استطعت إلى ذلك سبيلاً استذكار وتذكر كل شيء يقال عن الصحافة.. فقط لا غير..
أعان الله الصحف على الصفحة الثانية.. وأعان الله الصحفيين على الزمن..!!
ربما لو شرحت له تبعات وأبعاد الورطة وتعمقت في الإيضاح لعدك واعتبرك من الغاوين.. لكنني سأفعل وأقول لكم كيف يرى ويتعامل أهل الصحافة مع الصفحة الثانية.. هناك طريقتان لا ثالث لهما في التعاطي مع المعضلة التي لم يجد أعتى الصحفيين وأعرقهم حلاً ثالثًا ربما يكون منفذًا للتخلص من الأزمة المستمرة.. أولاً وقبل الشروع في تناول القضية التي ربما يراها غير المتخصصين بين هوامش لا تستحق الذكر أو حتى طرحها للحوار والمناقشة، يجدر بنا القول إن السبب وراء مشكلة الصفحة الثانية وقوعها بين قوتين، فبديهي أن تكون الصفحة الأولى هي الأهم والأفضل، وحين الفراغ من تصفحها فإن تصفح الصحيفة يبدأ فعليًّا من الصفحة الثالثة، خاصة أن كافة دراسات القراءة تؤكد جنوح الناس لمتابعة كل ما يقع على العين اليسرى، وهذا هو ما جعل الصفحات الشمالية في الصحيفة أغلى ثمنًا عند تصنيفات خبراء الإعلان.. وليس هناك ما يجعلنا نسوق الأدلة والبراهين عن أهمية الصفحة الثالثة.. هذا يعني باختصار ووضوح سقوط الصفحة الثانية في جغرافية صحفية ظالمة.. وهذا ما جعلها تبدو كاليتامى في ليالي العيد..
أما الطريقتان اللتان يتعامل بهما الصحفيون مع الثانية فأولهما المحاولات المستمرة الجادة في الدفع بمادة صحفية قوية تجبر القارئ على الاتجاه إلى هذه الصفحة وعدم المرور عليها مرور الكرام كنشر أخبار مهمة أو تقارير قوية، أو حتى مقالات لكتاب رائعين.. كل هذا إنما هي محاولات على الأغلب لم تستطع الصمود والنجاح.. والطريقة الثانية هي الإيمان بالأمر الواقع وعدم تحميل الصحيفة أكبر من طاقتها، والاستسلام مبكرًا والاكتفاء بنشر ما تضطر الصحيفة لنشره لأسباب مهنية عديدة لتظهر الصفحة الثانية كأقل الصفحات عدة وعتادًا..
الصحيفة ليست أشجار حديقة في شارع باريسي تحاول بلدية العاصمة الفرنسية أن تجعل منه نموذجًا للتناسق والتنظيم.. صحيح أن الصحيفة جسد واحد، لكن لكل صفحة هوية وحكاية يمكن الحديث عنها بإسهاب وإطالة، ولهذا قلنا عن الصفحة الثانية ما يمكن قوله بقدر ما سمح لنا الزمان والمكان، وإن كان القراء لا يهتمون بهذه التفاصيل الصغيرة فهي على الطرف الأهم يعدها الصحفيون أمرًا حيويًّا لا يمكن تجاوزه بسهولة.. أتفهم أن التصفح الإلكتروني تجاوز طرح مثل هذا وفي زمن مثل هذا، لكنني مضطر غير باغ لأقوله لأنني أحاول ما استطعت إلى ذلك سبيلاً استذكار وتذكر كل شيء يقال عن الصحافة.. فقط لا غير..
أعان الله الصحف على الصفحة الثانية.. وأعان الله الصحفيين على الزمن..!!