|


د. حافظ المدلج
الكم والكيف
2019-10-04
حين تطرح فكرة في أي منبر للرأي وأنت واثق تمام الثقة من وجاهة الفكرة ووضوحها، تتوقع حينها ردود فعل إيجابية من أولي الألباب الذين يعلمون حسن نواياك وحرصك على المصلحة العامة ومصالحهم الخاصة، ولكن تفاجأ بخروج الفكرة عن إطارها لأي سبب كان، فتجد نفسك مجبراً على التوضيح والإعادة لعل فيهما إفادة، وقد كان هذا حالي حين طرحت فكرة حماية شعار النادي والراعي الرئيس على القميص وتوضيح "الكم والكيف".
أقولها للمرة الألف إنني مع زيادة "كم" رعاة النادي وتنويع مصادر الدخل شريطة عدم طغيان ذلك على "كيف" الارتباط بنوعية الرعايات ومواقعها وحقوقها وواجباتها، وكان محور الفكرة "القميص" الذي يحمل شعار النادي وتفتخر الجماهير بلبسه، والتحذير من تحويله إلى لوحة إعلانات تضيع فيها هيبة شعار النادي والراعي الرئيس بسبب الخلط بين "الكم والكيف".
عند تأسيس "هيئة دوري المحترفين" 2007 سعينا للاستفادة من أفضل تجارب الشرق والغرب، فقمنا بزيارة اليابان وإنجلترا للتعرف على أصول الاستثمار الرياضي في الرابطة والأندية، وقد أذهلنا أن نادي "يوكوهاما" لديه 65 راعياً، وحتى لا يعتقد أحد أن هناك خطأ مطبعيًّا أكتبها: "خمسة وستون راعياً"، لكن قميص النادي لا يحمل إلا اسم الشركة الراعية للنادي "نيسان"، بينما بقية الرعاة يتواجدون في مواقع التواصل الاجتماعي ومرفقات النادي ولوحات الملعب والمنتجات التي يستخدمها الجميع، وبذلك تتحقق معادلة "الكم والكيف".
"مانشستر يونايتد" أعظم علامة تجارية رياضية في العالم وأنجح أندية الكون في الاستثمار الرياضي لديه 23 راعيًا، وهو قادر على الحصول على 230 راعيًا، ولكنه يختار في كل مجال راعيًا يفوز بعد منافسة شديدة مع الرعاة من نفس الفئة، مع التأكيد على حماية قميص النادي من التلوث البصري الذي نراه في الأندية والدوريات الأقل احترافية، فلا يوجد على صدر اللاعبين في المباريات سوى "شيفروليه" وعلى أحد الأكمام "كولير"، وعلى قميص التدريبات "AON"، وهي فكرة سبق واقترحتها على بعض أنديتنا، مؤكدًا على "الكم والكيف".

تغريدة Tweet:
أسعدني التفاعل مع الموضوع رغم خيبة أملي في عدم وصول الفكرة لبعض من توقعت أن "يفهموها وهي طايرة"، لكن لأسباب أجهلها لم تصل الفكرة وتمت مهاجمة صاحبها الذي كان ناصحاً أميناً ينشد الخير للجميع، وعلى منصات الكم والكيف نلتقي.