|


تركي السهلي
أخطاء المسحل
2019-10-05
لم يمض على وجود ياسر المسحل في الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيساً لمجلس الإدارة سوى أشهر معدودة، حتى وقع في الخطأ تلو الخطأ، ما شكّل صدمة للكثيرين الذين توقّعوا أن يكون عمل الرجل الخبير أقل تراجعاً وأكثر تقدماً نحو الإنجاز والعمل المُكتمل.
كان الأمر الأول يتعلّق بالمنتخب السعودي لكرة القدم عن فئة الكبار، عبر تأخره في إيجاد مدير فني على مستوى الطموح وخلو المنهج الجديد من برنامج فني واضح المعالم، ينقل كرة القدم السعودية من حالة الضعف إلى منطقة التفوّق والحصد، وفق أساس مهني دقيق ورفيع المستوى، لكن ذلك لم يحدث. واكتفى رئيس الاتحاد ومجلس إدارته بالتعاقد مع اسم فني معروف في المنطقة والاكتفاء بذلك كخطوة يبدأ منها وينتهي عندها كل شيء. لم يكن أحد ينتظر أن يُغلق الرئيس الشاب على نفسه كل الأبواب ويجلس مراقباً لما ستؤول إليه النتائج.. هذا أمر لا يستقيم معه الوصول إلى نهاية سليمة. كان لا بد على المسحل أن يستبق الجميع وأن يكون في المكان الصحيح، وأن يجعلنا جميعًا خلفه في مشوار البناء والتحوّل المُنتظر.
الأمر الثاني الذي زلّت قدم ياسر خلاله كان دوري المحترفين وتباطؤه في حسم ملف رئاسة لجنة التحكيم والإخفاق في التعاقد مع شركة كفء تتولّى تقديم خدمة الفيديو لحكام الساحة في المباريات الأولى من جولات الدوري وفشله الذريع في إقناع المراقب الرياضي حول أسباب تعطّل شاشات الأجهزة وتغييب شيء من العدالة في المنافسة بين الأندية الناشدة لها. لا يوجد أمر أسوأ من أن يكون لديك كل الإمكانات لتنفيذ مسألة على نحو تام وتُخفق في ذلك.. هذا وضع غير مقبول في أسس الرقابة على الأداء، ولن نسامح من يقع في ذلك ثم يسوق لنا أعذارًا لا تقدم ولا تؤخر. أنجز ودعنا نُصفّق ونستمتع بالنجاح معك يا رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
أرجو ألّا يظن السيّد المسحل أننا سنجد له العذر حينما يقع في فشل أو أننا سنكون لطيفين معه في الخطاب النقدي، بل عليه أن يعي جيّداً أن محركاتنا تجاهه وصوب عمله ستكون المقوّمة، وأن أعيننا نحوه ستكون المفتوحة على الدوام، ونأمل ألاّ يعود إلى ذات المربع القديم الذي مرّ عليه من كان قبله، حينما يُعامل كل صوت على ما يصطبغ به من لون وانتماء. الشراسة مع المسحل منهجنا كي لا نجد الكثير من الشامتين الغرباء الرافعين في وجوهنا صوت الإخفاق.