|


بدر السعيد
يحتاج «يهج»
2019-10-05
قبل نحو شهرين من اليوم وتحديداً في اليوم الثالث من شهر أغسطس الماضي، كان للرياض موعد مع أيقونة التدريب الإيطالية “فابيو كابيللو” وكان لي حينها شرف حضور ذلك اللقاء الذي نظمه معهد إعداد القادة، فكان فرصة كبيرة لكل من حضر أن ينهل من تجربة ذلك الاسم العريق وحكاياته..
في ذلك المساء امتدحت ما حصل وأثنيت على القائمين عليه، بل أشرت إلى كونها بدايات لبرامج أكبر وأشمل نظراً لما لمسته من قادة المعهد من حماس وتطلع لتقديم الأفضل، متكئين على الثقة بالله أولاً ثم دعم الهيئة العامة للرياضة التي وفرت مختلف الإمكانيات لتلك البرامج..
وبالطبع فإن عجلة العمل لم تتوقف عند “كابيللو”، بل امتدت لتصل إلى البرتغالي الداهية “جوزيه مورينهو” الذي كان لجمهور جدة فرصة حضور لقائه المتميز بشهادة من حضره من الزملاء.. ولا عجب في ذلك بلا شك..
كان كل شيء قد سار بشكله الصحيح ضمن إطار البرنامج رياضياً ومعرفياً.. إلا أن تلك القصة لم تنتهِ عند نجاح اللقاء مع “مورينهو”، حيث كانت المفاجأة المزعجة بعد ظهور وانتشار صورة ضيفنا الكريم أثناء تجوله في جدة بصحبة أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر واقفاً بجوار “مورينهو” وقد ارتدى قميصاً كتب عليه وبكل وضوح “أحتاج أهج”..
ولأن العبارة ليست كأي عبارة.. ولأن مرتديها عليه الكثير من علامات الاستفهام الاجتماعية بعد سقطات متعددة ظهرت له في مقاطعه المصورة، التي حملت إسقاطات مباشرة وغير مباشرة بشكل مستفز.. لذلك فقد كانت ردود الأفعال المصاحبة للصورة متعددة المصادر والأطياف، إذ إن الأمر هنا لا يتوقف على الرياضة أو يقتصر عليها، بل يمتد إلى مختلف نواحي الهوية التي يغار عليها كل سعودي شريف..
ولأن موروثنا وهويتنا هما أهم مكونات ثقافتنا فقد وجب علينا يا كرام أن نحافظ عليها ونحميها من ذلك الشخص وأمثاله، ففي جدة العروس من هم أكفأ وأكثر اتزاناً منه.. بل سيكون من السهل علينا أن نجد شخصاً ذا تاريخ مشرف بدلاً من إشهار وإبراز شخص عليه ما عليه من التحفظات والملاحظات.. وطالما كان شعاره المعلن “أحتاج أهج” فلنحقق له رغبته، بل لنلحق به كل أمثاله من المشاهير الذين منحناهم مساحة وفرصة لا يستحقونها في الانتشار..
أخيراً.. تأكدوا يا كرام أن تقدمنا يتطلب إبعاد كل ما يشوه ثقافتنا وهويتنا..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..