خلف كل قصة نجاح إخلاص ما، الإخلاص الذي تعطيه لما تحب أو تفعل، يسمى هذا الإخلاص أحيانًا بالصدق، الإخلاص يعطيك طاقة عمل وجهد جبارة، وقد يتذكر أحدنا إنجازًا ما ويتذكر جهده فيه، فيجد أنه كان مخلصًا وذا طاقة عجيبة. أنا شخصيًا أعرف بأنني فشلت في بعض تجاربي، واليوم أدرك تمامًا بأن بعضها كان ينقصها الإخلاص، فلم أعطها وقتها الكافي ولا الاهتمام الذي تستحقه لذلك فشلت، وأستطيع أن أرى أن شيئًا قد نجحت به كان يقف خلف نجاحي به هو إخلاصي له.
ـ حدد الشاعر الكبير أمل دنقل اختياره، كان الشعر موهبته وقوته، في لقاء مشترك مع الراحل الأبنودي وحوار أجراه فاروق شوشة قال أمل دنقل: منذ البداية كنت أضع في ذاكرتي وفي تصوري أن أكون شاعرًا ولم يكن لدي إخلاص لقضية أخرى غير الشعر ولا لأي مجال للتعبير بغير الشعر، فلم أحاول أن حتى كتابة القصة أو الرواية أو المقالات أو الصحافة، كانت رهبنة في محراب الشعر.
ـ كريستيانو رونالدو كل ما في حياته يدور في كرة القدم، إما أن يلعب المباراة أو يتدرب من أجلها، لا شيء آخر سوى وقت النوم أو الطعام، يقول زميله إيفرا الذي زامله في مانشستر يونايتد إن رونالدو دعاهم إلى الغداء، وبعد انتهائهم من الأكل وكانت البطون ممتلئة قال رونالدو هيا نتدرب في حديقة المنزل، أجابه إيفرا ولكننا أكلنا للتو واليوم إجازة، فأجابه رونالدو: لن نتدرب كثيرًا فقط تمرير الكرة من لمسة واحده! سأل رونالدو عن الأوقات التي يقضيها في التدريب فقال: يجب أن تكرس نفسك 100 في المئة من أجل ذلك والأمر ليس بعدد الساعات المستغرقة في التدريب بل في طريقة التدريب والتفاني فيه، يجب أن أفضل دائمًا في عملي لذلك حافظت على مستواي طوال السنوات الماضية.
ـ تحكي إحدى بنات الكاتب والمسرحي الإنجليزي تشارل ديكنز أن والدها كان يعيش الكتابة دائمًا ويستحضر خشبة المسرح في كل وقت ومكان، كنا قد اعتدنا على عزلته في مكتبه، ولم يكن صوته الواصل إلينا وهو يتدرب على الأداء ويكتب المشاهد مستغربًا.
من ذلك المكتب، أو من ذلك الإخلاص وصلت إلينا قصة مدينتين وأوليفر تويست والآمال العظيمة، وكل تلك المسرحيات التي ما زالت تمثل على خشبات المسرح البريطاني والعالمي.