|


أحمد الحامد⁩
ليست في مكانها
2019-10-07
عدت من العمل عند السادسة عصراً، تمددت على الكنبة ورحت في غفوة، صحوت منها وأنا مشوش التفكير، لم أنتظر حتى عدة دقائق بعد أن صحوت، بل أمسكت هاتفي مباشرة واتصلت بأحد الأصدقاء وقلت له بمجرد أن رد على الاتصال: السلام عليكم، أجابني يا هلا، فقلت له: وعليكم السلام كيف حالي، شعرت بالعبث اللفظي الذي أقوم به فقطعت صمته وقلت له يا أخي لقد استفقت الآن من النوم ويبدو أنني لست على ما يرام، قال بكل أدب وذكاء: لا بالعكس أنت اختصرت عليّ الأجوبة.
ثم ذهبنا في نوبة ضحك هستيرية، ما إن أغلقت السماعة حتى تذكرت العديد من هذه المواقف التي حصلت للعديد من الناس، خصوصاً تلك اللحظات التي يخطئ الإنسان بها في لفظ ما، فيسبب له الإحراج أو الضحك، أعتقد بأن عدم الحضور الذهني وعدم التركيز يسبب مثل هذه الهفوات. زميلي في الإذاعة يزيد الراجحي يقول بأنه لبس ملابس رسمية لتقديم واجب العزاء لأحد معارفه، ما إن سلّم على ابن المتوفى حتى قال له: ألف مبروك.. معليش.. عظم الله أجرك! وسائل التواصل أيضاً أوقعت العديد من الناس في بعض الأخطاء غير المقصودة، أحدهم استقبل على الواتس آب خبر وفاة والد صديقه، فأراد أن يكتب أحسن الله عزاكم، استعجل إصبعه فلم يمهله أن يكمل الجملة، ما إن كتب أحسن حتى ضغط على زر الإرسال! كلفه ذلك مجموعة رسائل احتوت على أغلظ الأيمان بأنه لم يقصد وإن الخطأ مطبعي، في المناسبات أيضاً يقع بعضهم في الأخطاء، في الأعياد تستخدم بعض الجمل لهذه المناسبة فقط، ولا غرابة في أن ينسى أحدنا أحياناً بعض الردود المناسبة لقلة استخدامها، إذا قال لك أحد في العيد من العايدين.. يكون الرد من الفايزين، لكن بعضهم يقول لك من العايدين والفايزين معاً، فماذا سترد عليه في هذه الحاله؟ الله يسلمك لا بأس بها كحل مؤقت ريثما تستجمع تفكيرك وتجد ما هو مناسب، أحد الزملاء يقول بأنه عندما أراد توديع صديقه وسلم عليه قال له: كيف الحال!.. أقسم لي أحد الزملاء بأنه اتصل بصديقه ليعزيه في والده، وأراد ألا يبادر مباشرة في التعزية وأن يضع مقدمة قصيرة قبل أن يقول كلمات التعزية المعتادة، ما إن رد صديقه على اتصاله حتى قال: السلام عليكم.. كيف الحال.. وكيف الوالد؟!