|


أحمد الحامد⁩
لا تكتب مثل هذه المقالات
2019-10-11
الإنسان حتماً يدفع ثمن تجاربه، إن لم يدفعها في بدايات حياته سيدفعها في أواخرها، وهذا من ضمن ما نشاهده في تغير أحوال الناس، عندما نرى أو نسمع بتحسن أوضاع فلان أو تعثر أحوال فلان، أو في تغير تفكير شخص ما واختلاف أسلوبه، التجارب وآلامهما أصدق ما تهديك إياه الحياة وأشد ما تذوقه منها مرارة.
محبي الحلوى عليكم تكريم أحد أشهر صناعها milton hershey الذي قاوم كل الأصوات التي كانت تقول له توقف فأنت فشلت في ثلاث تجارب في ثلاث شركات لصناعة الحلوى، نداء واحد بقي معه، نداء نفسه، لا عليك منهم يا ميلتون، هؤلاء الذين لم يحركوا ساكناً في حياتهم ليس لهم الحق في أن يقيّموا عقلك ولن يعرفوا مستواك الحقيقي، بدأ محاولته الرابعة فتسبب ميلتون في زيادة أوزاننا بسبب الحلوى اللذيذة التي قدمها للعالم، التجارب كلها بما فيها الفاشلة هي رصيد حقيقي يشبه بل يزيد في بعض الأوقات عن تلك الأرصدة في البنوك، قد يفقد من يرث مالاً أمواله لأن لا تجارب له، وقد يبدأ إنسان ذو تجربة فاشلة قصة نجاحه بسبب تجربته التي اكتسبها من الفشل، لا أريد أن أجمّل الفشل ولا أريد أن أطمئن نفسي عن ما فشلت فيه، لكن من الظلم أن يترك الإنسان كل ما تكبده في تجربته الفاشلة دون أن يستفيد منها ويقرأها بصورة واضحة ويعاود الكرّة متجنباً الأخطاء الكبيرة، لذلك سأبدأ بتجربة جديدة آمل ألا تضاف على المخزون الكبير الذي أملكه، وأن أفتح ملف نجاح، عموماً إن تكررت تجارب فشلي فسأستثمرها في فتح مكتب استشارات أدل به الناس على الطرق الخاطئة حتى يتجنبوها، أخشى ألا أنجح في هذا المكتب الاستشاري أيضاً كون الناس لا تصدق إلا ذلك الذي يرونه ناجحاً، كيف أقنعهم بأنني أعرف ما لا يعرفه هذا الناجح وقد يقع بأخطاء عندما يسلك دروباً لم يختبرها. ما الصفة التي أطلقها على نفسي عندما أفتح المكتب؟ خبير طرق وتجارب فاشلة مثلاً؟ لماذا بدأت المقال بكل جدية ثم انحنى بي الأمر إلى ما أنا عليه الآن؟ قد أضيف على الخدمات التي سأقدمها في المكتب خدمة كيف تتجنب كتابة مقال مشتت تبدأ بشيء ثم تنتهي بأشياء غير مترابطة، لن أحذف الأسطر الأخيرة التي ابتعدت بها عن الموضوع، في الحقيقة هي صلب الموضوع، أنا كنت أتكلم عن فائدة التجارب الفاشلة، وعلي أن أستفيد مما وقعت به الآن في المقالات القادمة، ماذا لو فشلت في كل المقالات القادمة؟ سأصدر حينها كتاباً اسمه: لا تكتب مثل هذه المقالات.