|


مساعد العبدلي
الرياضة تدعم السياسة
2019-10-12
تحدثت في أكثر من مناسبة عن ضرورة “الفصل” بين الرياضة والسياسة، لكنني أكدت أن هناك “مواقف” لا يمكن فيها الفصل، بل أكثر من ذلك أن هناك “مواقف” تحتاج الرياضة فيها للسياسة وربما العكس.
ـ مررنا “وكذلك مرت العديد من دول العالم” في مواقف عدة لعبت فيها “السياسة” دوراً كبيراً في دعم “الرياضة”، أو حتى حل الكثير من مشاكلها.
ـ اليوم نمر في موقف تتجسد فيه “الرياضة” كدور فاعل لدعم “السياسة” أو بمعنى “أدق وأقوى” لتأكيد قرار سياسي.
ـ أتحدث هنا عن سفر المنتخب السعودي إلى رام الله لملاقاة المنتخب “الفلسطيني” ضمن التصفيات “المزدوجة” المؤهلة إلى مونديال 2022 وكذلك نهائيات كأس أمم آسيا 2023.
ـ أولاً من حق المنتخب الفلسطيني أن يلعب على أرضه تطبيقاً لنظام الذهاب والإياب، ومن باب إقرار عدالة المنافسة.. لكن في ذات الوقت كان بإمكان المسؤولين السعوديين إقناع الأخوة الفلسطينيين بنقل المباراة لملعب محايد مثلما حدث من قبل في تصفيات مماثلة.
ـ قرار حضور الأخضر السعودي لملعب رام الله جاء تلبية لأمرين مهمين: أحدهما “مهم” والآخر “أهم”.
ـ سأبدأ “بالمهم” وهو أن لعب المنتخب السعودي في ملعب رام الله جاء تلبية لرغبة المسؤولين الفلسطينيين وتأكيدهم رغبة الأشقاء هناك على مشاهدة المنتخب السعودي بنجومه الكبار وتاريخه العريق على الصعيد الآسيوي، أو حتى بصفته أكثر المنتخبات العربية تأهلاً إلى نهائيات كأس العالم “مشاركة مع منتخب المغرب”.
ـ أما السبب “الأهم” لسفر المنتخب السعودي فهو يتعلق بموضوع المقالة “دعم الرياضة للسياسة”.. وهنا أتحدث عن القضية الفلسطينية التي هي القضية “الأولى” للحكومات السعودية “المتعاقبة”، بل إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يعد ربما “أكثر” السعوديين اهتماماً بهذه القضية وعملاً عليها منذ كان أميراً لمدينة الرياض.
ـ التاريخ يشهد لخادم الحرمين الشريفين مواقفه المشرفة في دعم القضية الفلسطينية، بل الإبقاء عليها “كأولوية” في القضايا العالمية، واستمر هذا الاهتمام وسيستمر لأن الأمر يتعلق “بقناعة” دولة وليس مجرد أقوال “إعلامية”.
ـ ولي العهد الأمير الشاب “أمير الإصلاح” محمد بن سلمان لا يترك مناسبة إلا ويؤكد “للعالم” أن القضية الفلسطينية هي قضية السعوديين “الأولى”، ولن يتخلوا عنها حتى يحصل الأشقاء الفلسطينيون على كامل حقوقهم وفق الاتفاقات الدولية.
ـ أن يسافر المنتخب السعودي إلى رام الله فهذا يمثل “التأكيد” على الموقف “السياسي” السعودي تجاه القضية الفلسطينية، بل تقدير للأشقاء الفلسطينيين الذين يتمنون رؤية الأخضر السعودي يلعب في رام الله.