|


أحمد الحامد⁩
صورة ملهمة
2019-10-18
ـ تتغير الأفكار وتبقى حقيقة أن الطموح يحتاج إلى صبر وإيمان عظيم يتجاوز كل مغريات الهروب والابتعاد عن مواجهة الحياة والظروف، هذا الإنسان لديه قدرات عجيبة وقوى كبيرة، كل ما يحتاجه هو أن يظهر قدراته وقواه، أقول هذه الكلمات وأنا أشعر بالإلهام والشعور بطاقة كبيرة كانت قد غابت عني في الشهور الماضية، هذا الحماس جاءني عندما قرأت خبراً أعاد لي الكثير من الحسابات، وأظهر لي الوقت المهدر من حياتي التي طالما ادعيت بأنني ممن عمل بجد!، الخبر مرفق بصورة لرجل أنجز قصته الملهمة بعد أن حقق حلماً كان يبدو من صناعة الخيال.
النيجيري محمد أبو بكر عمل 24 عاماً في تنظيف الطائرات، أعجب بأناقة الطيار وأضواء كابينته، فكر وهو ينتقل من بين كراسي الطائرة جامعاً ما أسقطه المسافرون تحت كراسيهم في إذا ما كان يستطيع أن يقود الطائرة في يوم من الأيام، يا له من طموح كبير، لا شك لو أنه صرح بتساؤله وسمعه الناس لكانت إجابتهم بالضحك عليه، وقد يصفه المقربون منه بالغباء، أقلع بحلمه أولاً وبعد 24 عاماً قضاها في تنظيف الطائرة ودراسة الطيران، استطاع أن يقلع بالطائرة وينتقل من منظف طائرات إلى قائد طائرات.
بمثل هذه القصص التي لا يتوقف الإنسان عن صناعتها تتضح إلى أي درجة أن إرادة الإنسان غالباً ما تهزم ظروفه، وبمثل هذه القصص أيضاً يفهم بعضنا أن الكثير من أحمالهم تبدو صغيرة جداً أمام ما حمله غيرهم.
ـ يقول مارك توين: “صاحب الفكرة الجديدة مجرم حتى تكتب لفكرته النجاح!”، صاحب الفكرة الجديدة خلال محاولة إثبات نجاح فكرته يتعرض للكثير من التهم والكلمات التي تلقى أمامه وقد توقعه إحداها للأبد، وهنا يدعونا كل العقلاء للابتعاد عن المحبطين الذين قد يقتلون أحلامك بكلمة منهم وبلحظة ضعف منك، لكن الجميع سيلتف من حولك بعد أن يكتب النجاح لفكرتك، وقد يدعي بعضهم بأنهم ممن ساهموا معنوياً في وصولك لما وصلت إليه، ويقول شارلي شابلن: “الحياة قد تصبح رائعة إذا تركت الناس وشأنك”، وشارلي هنا قد يدعونا إلى عدم إشراك الناس في أفكارنا والإعلان عن طموحنا، ليس رغبة في الانطواء بل خوف من إحباط من يتساهل اللعب بالكلمات، لا أتصور أن الكابتن النيجيري محمد أبو بكر قد أخذ مشورة أحد ما عندما قرر أن يتحكم بأزرار كابينة الطيارة.