كل التقدير نكنه للأعزاء في نادي النصر، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت أصوات نصراوية تقول إن النصر حقق بطولة الدوري “17” مرة، وللتحقق من صحة هذه المعلومة رجعت إلى السجلات التاريخية فلم أجد سوى “10” بطولات دوري للنصر بدءاً من عام 1394 عندما كان الدوري يقام تحت مسمى دوري كأس جلالة الملك المعظم، ثم الدورة التصنيفية “الدوري التصنيفي” في عام 1395، وبعدها الدوري الممتاز في أعوام 1400، 1401، 1409 ثم كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في عامي 1415، 1416 ودوري عبد اللطيف جميل للمحترفين في عامي 1434، 1435 وأخيراً في عام 1440 دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.
وللإيضاح عندما نتحدث عن بطولات الدوري فنحن نستبعد بطولات دوري الدرجة الثانية مثل تلك التي حققها النصر في عام 1383 كما نستبعد بطولات المراحل السنية لأن الرصد مخصص للفرق الأولى في الأندية فقط حتى وإن كان نظام هذه البطولات السنية يجيز التطعيم ببعض نجوم الفريق الأول، لأن القرار الرسمي الصادر بتنظيمها يؤكد أنها بطولة لمرحلة سنية.
والأهم من ذلك فمن غير المعقول أن يتم رصد أكثر من بطولة لمسابقة واحدة فقط، فعلى سبيل المثال الفوز ببطولة منطقة في بطولة المملكة أمر لا يمكن أن يدرج تحت قائمة البطولات الرسمية المعتمدة لأننا هنا نتحدث عن تأهل مرحلي فقط، والأمر ذاته ينطبق على الفوز ببطولة منطقتين أيضا في بطولة المملكة، فالحديث ما زال مستمراً عن بطولة واحدة يتطلب الحصول عليها تجاوز هذه المرحلة، إننا إن فعلنا ذلك نكون قد جعلنا من هذه البطولة “ثلاثة في واحد”، وذلك أمر لا يقبله عقل ولا منطق ويتنافى مع الأنظمة.
ولكي تكون الرؤية أكثر وضوحاً النصر مثلا حقق الدوري في عام 1394 بعد الفوز على الأهلي بهدف أبو عيد، وكان قبل ذلك قد تأهل عن المنطقة الوسطى فهل يعني ذلك أنه حقق الدوري مرتين في موسم واحد وفي نفس المسابقة؟ بأي منطق يمكن أن يحدث ذلك؟! ثم إن الأهلي حقق الدوري كما صدر رسمياً عن النادي في أعوام 1390، 1391، 1392 وهي حقيقة تثبتها الوثائق الرسمية، ولكن النصراويين يؤكدون أيضا أنهم فازوا بالدوري في نفس هذه الأعوام وذلك يتنافى مع الواقع، فهم فازوا ببطولة المنطقة وهي مرحلة من البطولة الكبرى على مستوى المملكة والتي فاز بها الأهلي.