|


عيد الثقيل
درس بالمجان
2019-10-23
تأهل الهلال لنهائي دوري أبطال آسيا رغم خسارته على أرضه في مباراة الإياب برباعية مقابل هدفين، وكان قريبًا حتى الثواني الأخيرة من المباراة من المغادرة، في “ريمونتادا” لو تحققت لأصبحت مأساة لن يتخلص منها الهلاليون لعقود طويلة.
ورغم هذه الخسارة الكبيرة و”الريمونتادا” المجنونة لو تحققت إلا أن هذا أفضل سيناريو مفيد للهلاليين مع وصولهم للمباراة النهائية.
فمدرب الهلال ولاعبوه وإدارته وحتى جماهيره قد تلقوا درسًا قاسيًا وبالمجان، قبل خوض المباراة النهائية أمام أوراوا الياباني الشهر المقبل ذهابًا في الرياض وإيابًا في طوكيو، لعل أهم ما في هذا الدرس أن لقاءات الذهاب والإياب لا تحسم إلا بعد 180 دقيقة من الجد والتعب والحضور الذهني في كل دقيقة من هذه الدقائق، وعدم الإفراط في التفاؤل بأي نتيجة أو اليأس أمام أي نتيجة أخرى.
ولو أراد الهلاليون الاستفادة فعلًا من كل الدروس في لقاء السد، فعليهم العودة منذ البداية لمباراة الذهاب في قطر، وكيف رغم تحقيق الهلال لنتيجة مميزة بالأربعة إلا أنه لم يستفد من ظروف المباراة، وأضاع لاعبوه كمًا هائلًا من الأهداف بعد الهدف الرابع نتيجة استهتارهم، كانت كفيلة بعدم تأزيم أمورهم في المباراة الثانية حتى الثواني الأخيرة وحرق أعصاب أنصارهم.
أما مباراة الإياب الأخيرة ففيها من الدروس والعبر ما يكفي لأن يستوعب الهلاليون جميعًا مدربًا ولاعبين وأجهزة إدارية في التعامل مع مثل هذه المباريات، لعل أهمها التحضير النفسي الجيد مهما كانت نتيجة الذهاب، أضف إلى ذلك ضرورة التركيز الذهني طوال دقائق المباراة، فعندما غاب هذا التركيز تلقى الهلاليون ثلاث ضربات موجعة في أقل من 20 دقيقة.
إن أراد الهلاليون تحقيق البطولة العصية على الكرة السعودية منذ 15 عامًا فعليهم استيعاب هذه الدروس، وإلا فالمقبل لهم تكرار الخروج المحبط أمام سيدني وأمام أوراوا مرة أخرى هذا العام.
التأهل وحده وإمكانات لاعبي الهلال ومدربهم لن تكفي لخطف الذهب إن لم يكن هناك استرجاع لنصف النهائي، وتصحيح أخطائهم بدءًا من المباراة الأولى، كما ذكرت سابقًا، خاصةً أن أمامهم فريقًا يلعب بعقله وانضباطه أكثر من الاعتماد على المهارة والاجتهاد الفردي.