لا أحب لغة الأرقام حينما يتحدث بها من يتعاطى معها بحجة تدعم رأيه أو معلوماته أو توجهاته.. أقصد الجملة أو العبارة أو المفردة فقط.. الذي يقدم أرقامًا من واقعية الأحداث والتاريخ والأزمنة فنحن مضطرون لاحترامه وتقديره والاستماع إليه بآذان صاغية.. أما حينما يطرح رأيًا ثم يردفه صاحبه بكلمة «لغة الأرقام» دون أن يكلف نفسه بتنويرنا بهذه اللغة التي
لا يفهمها أحد فهذا يشبه سواليف المتخصصين في أخبار الطقس..!!
في الصحافة العربية لا يمكن الإيمان أبدًا بلغة الأرقام.. إذا قال لكم رئيس التحرير إن جريدته هي الأولى وقال لكم إن هذه الأرقام موثوقة وقال لكم إن الأرقام لا تكذب فقولوا له هات برهانك إن كنت من الصادقين.. في صحافتنا نحن بني العرب تبدو أرقام التوزيع مثل أسرار القنابل النووية وخلطة عطور أرماني وخلطة دجاج كنتاكي.. إنها أسرار لا يعرفها إلا أصحابها وصناعها والراسخون في العلم.. أرقام توزيع الصحف معلومات خفية ومجهولة وسرية وغامضة وليس مسموحًا لأحد الاطلاع عليها سوى رئيس التحرير وشخصيات إدارية نافذة.. بعض الشركات والجهات الإعلامية تضلل أحيانًا حتى رئيس التحرير نفسه عن الأرقام الحقيقية خوفًا من تسرب الرقم الحقيقي لأسباب تتعلق بالإعلان.. بالطبع هذا كلام عن أزمنة مضت.. هناك تغير في التوجه الإعلاني بشكل كامل.. كثير من رؤساء التحرير كانوا يخرجون ويتباهون بأن صحفهم كانت توزع أرقامًا فلكية فاحتلوا صدارة الصحف في سجلات البيع.. كلام كهذا يمكن رده وبسهولة متناهية.. إذا كنت تعرف مثلاً أن جريدتك تبيع مئة ألف نسخة يوميًّا فليس من حقك القول إنها الأولى توزيعًا لأنك طبعًا لا تعرف كم تبيع وتوزع الصحف المنافسة.. هذه أرقام سرية كما قلت لا يمكن لأحد الاطلاع عليها ومعرفتها.. يمكنك معرفة أرقام جريدتك فقط وهذه ربما أيضًا فيها شكوك لكن يستحيل أن تعرف كم يوزع الآخرون.. ربما تعرف كم عددًا توزعه البقالة القريبة من منزلك.. الصحف لا أحد يعرف أسرارها.. هذا نهج عربي.. ربما تحدث أشياء مختلفة في عالم الغرب وسط هذه الأمواج.. أما في عالمنا العربي فهذا شيء عجيب.. إذا كانت المسألة فقط استعراضات وبطولات كلامية تدعمها قصة "لغة الأرقام" فكل رئيس تحرير يمكنه أن يلعب دور البطولة وبسهولة.. يقول جريدتي الأولى وبلغة الأرقام.. هذه سهلة وفي متناول الكل.. إذا قلت للناس إن جريدتك الأولى بلا دليل.. فقط لأنك تقول لهم بلغة الأرقام.. فهذا يمكن تصنيفه تحت مظلة استغلال من لا يعرف.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون..!!
لا يفهمها أحد فهذا يشبه سواليف المتخصصين في أخبار الطقس..!!
في الصحافة العربية لا يمكن الإيمان أبدًا بلغة الأرقام.. إذا قال لكم رئيس التحرير إن جريدته هي الأولى وقال لكم إن هذه الأرقام موثوقة وقال لكم إن الأرقام لا تكذب فقولوا له هات برهانك إن كنت من الصادقين.. في صحافتنا نحن بني العرب تبدو أرقام التوزيع مثل أسرار القنابل النووية وخلطة عطور أرماني وخلطة دجاج كنتاكي.. إنها أسرار لا يعرفها إلا أصحابها وصناعها والراسخون في العلم.. أرقام توزيع الصحف معلومات خفية ومجهولة وسرية وغامضة وليس مسموحًا لأحد الاطلاع عليها سوى رئيس التحرير وشخصيات إدارية نافذة.. بعض الشركات والجهات الإعلامية تضلل أحيانًا حتى رئيس التحرير نفسه عن الأرقام الحقيقية خوفًا من تسرب الرقم الحقيقي لأسباب تتعلق بالإعلان.. بالطبع هذا كلام عن أزمنة مضت.. هناك تغير في التوجه الإعلاني بشكل كامل.. كثير من رؤساء التحرير كانوا يخرجون ويتباهون بأن صحفهم كانت توزع أرقامًا فلكية فاحتلوا صدارة الصحف في سجلات البيع.. كلام كهذا يمكن رده وبسهولة متناهية.. إذا كنت تعرف مثلاً أن جريدتك تبيع مئة ألف نسخة يوميًّا فليس من حقك القول إنها الأولى توزيعًا لأنك طبعًا لا تعرف كم تبيع وتوزع الصحف المنافسة.. هذه أرقام سرية كما قلت لا يمكن لأحد الاطلاع عليها ومعرفتها.. يمكنك معرفة أرقام جريدتك فقط وهذه ربما أيضًا فيها شكوك لكن يستحيل أن تعرف كم يوزع الآخرون.. ربما تعرف كم عددًا توزعه البقالة القريبة من منزلك.. الصحف لا أحد يعرف أسرارها.. هذا نهج عربي.. ربما تحدث أشياء مختلفة في عالم الغرب وسط هذه الأمواج.. أما في عالمنا العربي فهذا شيء عجيب.. إذا كانت المسألة فقط استعراضات وبطولات كلامية تدعمها قصة "لغة الأرقام" فكل رئيس تحرير يمكنه أن يلعب دور البطولة وبسهولة.. يقول جريدتي الأولى وبلغة الأرقام.. هذه سهلة وفي متناول الكل.. إذا قلت للناس إن جريدتك الأولى بلا دليل.. فقط لأنك تقول لهم بلغة الأرقام.. فهذا يمكن تصنيفه تحت مظلة استغلال من لا يعرف.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون..!!