|


د. حافظ المدلج
الإفراط بالثقة
2019-10-25
حذرت في مقالي السابق من "تخدير الهلال" واتهمني بعضهم بالمبالغة في الحذر، ولكن العشرين دقيقة الأولى كانت صدمة للغالبية، ولن أقول إنني توقعت أن يسجل "السد" ثلاثة أهداف في دقائق معدودة وبأخطاء قاتلة، لكنني توقعت الوقوع في مأزق "الإفراط بالثقة".
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تقسو فيها كرة القدم على من يفرط بالثقة، فقد تكررت الدروس دون أن نتعلم منها، حيث شرب "باريس سان جيرمان" من هذه الكأس على يد "برشلونة" الذي تجرع المرارة مرتين على يد "روما وليفربول"، رغم تفوقه بفارق الأهداف الثلاثة التي جعلت الهلاليين يبالغون في "الإفراط بالثقة".
قبل مباراة الإياب حذر العقلاء من الركون لنتيجة الذهاب مستشهدين بمباراة "الغرافة" الشهيرة، حين أفرط الهلاليون بالثقة فكانوا قاب قوسين أو أدنى من المغادرة، لأن النفس البشرية يصيبها الغرور وفق المعطيات التي تحيط بها كالإطراء المبني على الإبداع في مباراة سابقة، لذلك يتذبذب مستوى أغلب النجوم من مباراة لأخرى، إلا الأساطير النادرة التي تعطي في كل مباراة مثل "رونالدو وميسي"، فهؤلاء لا يتسلل إلى نفوسهم "الإفراط بالثقة".
توقف القلم عن الكتابة بين شوطي المباراة والنتيجة خسارة الهلال بثلاثة أهداف لهدفين تعني حاجة "السد" لهدفين في شوط كامل وقد سجل ثلاثة في خمس دقائق، لكن شوط المدربين كان مختلفًا جدًّا فزاد الحذر والتركيز الذي جعل الإثارة مستمرة حتى الركلة الأخيرة في المباراة، التي تؤكد تكرار سيناريو مباريات كثيرة كادت تؤدي إلى "ريمونتادا" تتناقلها الأجيال لولا لطف الله، وكأن كرة القدم تحذرنا للمرة المليون من "الإفراط بالثقة".
تغريدة tweet:
انتهت المباراة بخسارة "الهلال" 2-4 ساهم فيها بشكل أساسي حكم المباراة الذي احتسب ركلة جزاء لم يرها إلا هذا "السنغافوري"، فكانت نقطة تحوّل في المباراة أخرجت نجوم "الزعيم" من تركيزهم وتسببت في ولوج هدفين في دقيقتين أوقفت قلوب كل الداعمين لممثل الوطن، وزاد الطين بلة حينما تجاهل الحكم طرداّ صريحاّ لمدافع لعب الكرة بيده على طريقة الكرة الطائرة أو السلة، ورغم أن الكرة كانت متجهة لنجم سينفرد بالمرمى إلا أن الحكم اكتفى بإنذار ساهم في الشد العصبي للمستضيف وجماهيره، وللتحكيم الآسيوي وقفة أخرى في مقال قادم بإذن الله "وعلى منصات الثقة نلتقي".