|


تركي السهلي
الهلال الجوكر
2019-10-26
الهلاليون لا يجيدون التعامل مع المؤثر الخارجي فيسقطون في اللحظة التي يجب ألاّ يقعوا فيها. يكفي أن يُطلق أي أحد صوته باتجاههم فيرتعدون ويعودون أدراجهم. لطالما نصحنا الزُرق بألا يلتفتوا للصيحات لكنهم اعتادوا الخوف والارتعاد. في مباراته الأخيرة مع السد القطري في نصف نهائي كأس الأندية الأبطال للقارة الآسيوية لعب الهلال بروح الخائف، فكاد يخسر التأهل وخرج من النزال الآسيوي بأطراف مرتعشة وابتسامة فوز باهتة وفرحة أكبر بالنجاة لا بحصيلة الكسب.
مسكين هذا الهلال يبدو كالبالون تماماً يرتفع في الهواء زاهي اللون لكنه ينفجر بأسرع وقت وأسهل أداة.
لقد قلنا للأزرق مراراً إنك هزيل بفعل ألوانك الداخلة فيك، لكنه لم ير ذلك فضاع بين النفي والإثبات. إنه يخاف من المواجهة الجماهيرية أكثر من نديّة المنافسة الفنية. أسير عقدته “زعيم البديعة” ولم ينفك منها رغم التحدي الذي يُظهره.
ليت الجماعة الزرقاء تعي أن اللحاق بالتفاصيل أهم أحياناً من القصة نفسها.
لم يفكر أزرق في يوم أن يعيد قراءة ذاته من جديد وأن يسعى جاهداً في الحصول على إجابة شافية كافية عن وضعه المرسوم بخلاف واقعه، وأن يكفّ عن تسويق أزرقه للداخل على عكس ما هو عليه في الخارج، وأن يلبس رداءً يشبهه لا معطف غيره، وأن يتجنّب أن يبدو أنيقاً على أناس يعرفون جيداً مقياس ملبسه.
في كل مرّة يظهر فيها الهلال على حقيقته أمام الغير يعود إلى أقرانه وكأن شيئاً لم يكن ويحاول أن يحكي لهم رواية مل الجميع من سماعها، ولم يعد أحد بمزاج يسمح لأن يمرر عليهم ألاعيبه الزرقاء وحججه الواهية والادعاء المنفوخ بلا معنى.
لو رمى الهلالي خلف ظهره تلك العناوين المضحكة والكتابات الهزيلة لأوجد له مساحة في الصدر وأظهر وجهاً لطيفاً أكثر قبولاً.
يُخفي الأزرق حقيقته عن أنداده. لا أحد يُصدّق الهلالي وهو لا يصدق مع ذاته.
مؤلم الحال الأزرق لكنه لا يريد علاجًا ولا يرغب في أن يقف أمام المرآة ويقول لذاته:
سأكف عن أخذ مكانة غيري وسأتوقف عن ارتداء القناع، وسأحاول أن أكون صالحاً مع من حولي وسأمتنع من الآن عن لعب دور الجوكر.. الراقص المهزوم والضاحك الشرير.