|


د.تركي العواد
إذا سجل أوراوا طار الكأس
2019-10-27
ينقص الهلال الكثير من الدهاء والخبث ليحقق كأس آسيا. فهو يلعب مباراة مفتوحة نظيفة يهاجم ويعطي الخصم مساحات شاسعة لكي يهاجم.. لا يضيع الوقت ولا يدعي الإصابة ولا يهدئ اللعب ولا يشتت، كل تمريراته للإمام.. لا يعرف الاستحواذ السلبي وحرق الوقت. كرة القدم ليست لعبة مباشرة من يملك المهارة والقوة يفوز، لذلك فازت إيطاليا بكأس العالم أربع مرات.. في كل مرة فاز "الأتزوري" لم يكن المنتخب الأفضل في البطولة ولا في المباراة النهائية ولا حتى في المجموعة، ولكنه بالدهاء رفع الكأس وأبكى الخصوم وكبار النجوم.
عندما سجل السد هدف التعادل توقعنا أن يهدأ الهلال.. أن يسقط المعيوف على الأرض ويطلب الجهاز الطبي الكامل.. ولكن هذا لم يحصل.. سنتر الهلال بسرعة البرق وأكمل حملته الهجومية فارتدت كرة سريعة وسجل "نام تاي هي" هدف التقدم بعد دقيقة ونصف من الهدف الأول. قلت في نفسي سينتبه أحد من اللاعبين أو الاحتياط أو الجماهير، ولكن الأمور بقيت على حالها وسنتر الهلال بأسرع مما فعل في المرة الأولى، وهو بالضبط ما تكرر مرة ثالثة، كان الهلال يترنح ولم يتحرك أحد لإيقاف النزيف. كاد الهلال أن يغادر البطولة لأنه تلقى بسذاجة ثلاثة أهداف في ثلاث دقائق.
مفتاح الهلال في النهائي الهدوء وعدم الاندفاع، فارق فني كبير بين الهلال وأوراوا لا يمكن أن يذوب هذا الفارق إلا إذا سرق أوراوا النتيجة بداية المباراة. مشكلة الهلال أنه يهاجم بكامل الفريق ويترك ملعبه مسرحًا لأي هجمة مرتدة.. إذا لم يسجل الهلال من كل هجمة فسيُسجل عليه.. هذا الأسلوب مفيد في الدوري لأن عدد المباريات كبير ولا مانع من التعثر.. أما بطولات الكأس فلا تلعب بهذا الشكل.. هدف واحد يكفي لحمل الكأس.
أوراوا أقل من الهلال فنيًّا ولكنه أنضج.. يلعب بطريقة المنتخبات. يعتمد على الصبر وعدم الاستعجال.. يعرف أن النهائي يحتاج للذكاء والتأني وقلة الأخطاء.. الشيء الذي يساعد الهلال في النهائي أن أوراوا لا يملك مقومات الهجمة المرتدة التي تضرب اندفاع الهلال، وهذا يهون الأمور ويجعل الخطر أقل من مباراة السد.. لكنه في المقابل يملك دفاعًا صعبًا يفوق دفاع السد.. لو سجل أوراوا أولاً فلن يستطيع الهلال العودة هذا ديدن وعادة ودأب المباريات النهائية، لذلك يجب أن يحرص الهلال على تأمين دفاعه أولاً قبل التفكير في التسجيل.